للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

° ثُمَ ذَكَرَ نُوْحًا حين خرج بمن معه في السَّفينَةِ فَقَالَ: وكانَ أَكْثَر بنيه بَتَاتًا (١)، وأَسْرَعَهُمْ نَبَاتًا (٢) من بَعْدِهِ عَادٌ وَثَمُودُ.

• والبَتَاتُ المَتَاعُ والآلَةُ. يُقالُ قد تَبَتَّتَ فُلانٌ بَعْدَ فَقْرِهِ.

° ثُمَّ ذَكَرَ ثَمُودَ فَقَالَ: رَمَاهُمُ اللهُ بالدَّمالِقِ (٣) وَأَهْلَكَهُمْ بالصَّوَاعِقِ (٤).

• والدَّمالِقُ: الحِجَارَةُ، وأَحْسِبُها المُلْسَ مِنْ قَوْلِكَ: دَمْلَكْتُ الشَيْءَ إِذا أَدَرْتَهُ، وَمَلَّسْتَهُ، فأُبْدِلْتِ القَافُ مِن الكافِ لأنّهما يَخْرُجانِ مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ.

° ثُمَّ قَالَ: وَكَانَتْ بَنُو هَانِيءٍ مِنْ ثَمُوْدَ تَسْكُنُ الطَّائِفَ وَهُمْ الَّذينَ خَطُّوا مَشَايِرَهَا (٥)، وأَتَّوْا جَدَاوِلَهَا، وَأَحْيَوْا غِرَاسَها، وَرَفَعُوا عَريشَتَها؟ .

• والمَشَاوِرُ جَمْعُ مَشَارَةٍ. وأتَّوْا (٦) جَدَاوِلَهَا: أي سَهَّلُوا طَرِيْقَ الماءِ إِلَيْها. يُقالُ: أَتَّيْتُ الماءَ إِذا أَصْلَحْتَ مَجْراهُ حَتّى يَجْرِيَ. ورَفَعُوا عَريشَتَها يَعْنِي ما عَرَشَ مِن الكُرُومِ.


(١) البتات: متاع البيت والجهاز، تَبَتّت: تزوّد وتمتّع.
(٢) النبات: كل ما أنبت الله في الأرض فهو نبت، والنبات فِعْلُهُ ويجري مجرى اسمه.
(٣) الدمالق: الحجارة الملس. وفي حديث ثمود: رماهم الله بالدمالق. أي بالحجارة الملس وفي حديث ظبيان وذكر ثمودًا فقال: رماهم الله بالدمالق وأهلكهم بالصواعق (لسان دملق) وانظر اللسان (دملك) والنهاية ٢/ ١٣٤.
(٤) الصواعق: جمع صاعقة وهي نار تسقط من السماء في رعد شديد. والصاعقة الموت والعذاب المهلك.
(٥) في اللسان شور: وفي حديث ظبيان: وهم الذين خطوا مشائرها أي ديارها الواحدة مشارة وهي من الشارة مفعلة والميم زائدة. انظر النهاية ٢/ ٥١٨.
(٦) أتَّيت الماء تأتيه: سهلت سبيله ليخرج إلى موضعه. وفي النهاية ١/ ٢١: "وفي حديث ظبيان في صفة ديار ثمود. وأتّوا جداولها: أي سهلوا طرق المياه إليها. يقال أتيت الماء إذا أصلحت مجراه حتى يجري إلى مقاره".

<<  <   >  >>