للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

° ثُمَّ قَالَ: وإنَّ حِمْيَرَ مَلَكُوا مَعَاقِلَ (١) الأَرْضِ وقَرَارَهَا (٢) وكُهُولَ (٣) النَّاسِ وأَغْمارَهَا (٤)، وَرُؤُوسَ المُلُوكِ وغِرَارَها (٥).

• معاقلُ الأَرْضِ: جِبَالُها سُمِّيَتْ مَعَاقِلَ لِأَنَّ النَّاسَ يَتَحَصَّنُوْنَ فيها. والمَعْقِلُ: الحِصْنُ. والأَغْمَارُ: الصِّغَارُ، جَمْعُ غُمْرٍ سُمُّوا بذلك لِأَنَّهم لَمْ يُجَرِّبُوا الأُمُورَ. والغرار جمع غُرٍّ وهُوَ الحَدَثُ الَّذي لم يُجَرِّبِ الأُمُورَ.

° ثُمَّ قَالَ: وكان لَهُمُ البَيْضَاءُ، والسَّوْدَاءُ، وفَارِسُ الحَمْراء، والجِزْيَةُ الصَّفْراءُ. فَبَطَرُوا النِّعَمَ واسْتَحَقُّوا النِّقَمَ، فَضَرَبَ اللهُ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ.

• أَمَّا البَيْضاء والسَّوْدَاءُ فَيُرَادُ بِهِما الخَرابُ والعامر؛ لِأَنَّ الخَرابَ والمَوَاتَ مِن الأَرْضِ يَكُونُ أَبْيَضَ فإِذا غُرِسَ فِيْهِ الشَّجَرُ، ونَبَتَ النَّبَاتُ اخْضَرَّ واسْوَدَّ وأَمَّا فارِسُ الحَمْراءِ فإِنَّ العَرَبَ تَدْعُو العَجَمَ الحَمْراءَ لِبَيَاضِ أَلْوانِها وَحُمْرَتِها يُقالُ: أَتاني الأَسْوَدُ والأَحْمَرُ يُرادُ العَرَبُ وَالْعَجَمُ. وقَوْلُهُ: الجِزْيَةُ الصَّفْراءُ أَحْسِبُهُ يُريدُ الذَّهَبَ وأَنَّهُمْ كانوا يَجْتَبُونَ الخَراجَ ذَهَبًا (٦).


(١) المعاقل: جمع معقل. وهو الحصين، وفي حديث ظبيان: إن ملوك حمير ملكوا معاقل الأرض، وقرارها. انظر النهاية ٣/ ٢٨١.
(٢) القرار من الأرض: المطمئن المستقر.
(٣) الكَهْل: جمعه كهول وهو الرجل الذي جاوز الثلاثين ووخطه الشيب إلى الخمسين واكتهل الرجل وكاهل إذا بلغ الكهولة فصار كهلًا.
(٤) الغُمر: جمعه أغمار. وهو الجاهل الغِرّ الذي لم يجرّب الأمور.
(٥) الغِرّ: كالغُمْر والجمع غرار وأغرار، والأنثى غِرّة وهي الشابة الحديثة التي لم تجرب الأمور. في حديث ظبيان: أن ملوك حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها، ورؤوس الملوك وغرارها. انظر النهاية ٣/ ٣٥٥.
(٦) في اللسان (بيض): وفيه حديث ظبيان وذكر حمير قال: وكانت لهم البيضاء والسوداء وفارس الحمراء والجزية الصفراء. أراد بالبيضاء الخراب من الأرض لأنه يكون أبيض لا غرس ولا زرع وأراد بالسوداء العامر منها لاخضرارها بالشجر والزرع وأراد بفارس الحمراء تحكمهم عليه، وبالجزية الصفراء الذهب لأنهم كانوا يحبون الخراج ذهبًا". وانظر النهاية ١/ ١٧٢. والحمراء: العجم لبياضهم، ولأن الشقرة أغلب الألوان عليهم. وكانت العرب تقول للذين =

<<  <   >  >>