للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدَّسِيعَةِ يُرادُ عَظَيمُ العَطِيَّةِ. وأَصْلُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: دَسِعَ البَعِيرُ بِجِرَّتِهِ إذا دَفَعَها مِنْ جَوْفِهِ إلى فِيْهِ (١).

° ثُمَّ قَالَ: تَرامَتْ مَذْحِجُ بِأَسِنَّتِها (٢) وَتَشَزَّنَتْ (٣) بِأَعِنَّتِها (٤) فَغَلَبَ العَزيزُ أَذَلَّها وأَكَلَ الكَثيرُ أَقَلَّها.

• يُريدُ أَنَّهُمْ تَحارَبُوا فتَرَامَوْا بأَسِنَّةِ الرِّماحِ. وتَشَزَّنَتْ: اسْتَعَدَّتْ، يُقالُ: تَشَزَّنْتُ للأَمْرِ إذا اسْتَعْدَدْتَ لَهُ. وَأَصْلُهُ مِن الشَّزَن، وَهُوَ الجانِبُ والحَرْفُ، كَأَنَّ المُسْتَعِدَّ لِلأَمْرِ لا يَطْمَئِنُّ، فَهُوَ على جانِبٍ (٥).

° ثُمَّ قَالَ: وكان بنو عمرِو بنِ خالدِ بنِ جَذيمةَ (٦) يَخْبِطُونَ عَضِيُدَها (٧) ويَأْكُلُونَ حَصِيْدَها وَيُرَشِّحُونَ (٨) خَضِيدَها (٩) حين ظَعَنُوا مَنها (١٠).


(١) انظر اللسان والتاج (دسع).
(٢) الأسنة: جمع سنان الرمح، وهو حديدته لصقالتها وملاستها.
(٣) تشزّن: استعد. والشزن: الجانب والحرف. وفي حديث ظبيان فترامت مَذْحج بأسنتها وتشزنت بأعنتها. انظر النهاية ٢/ ٤٧١.
(٤) الأعنة: جمع عنان الفرس وهو سير اللجام الذي تمسك به الدابة.
(٥) الكلام نفسه في اللسان (شزن).
(٦) في اللسان والتاج (عضد) من جذيمة.
(٧) في اللسان عضد: وفي حديث ظبيان: وكان بنو عمرو بن خالد من جذيمة يخبطون عضيدها، ويأكلون حصيدها. العضيد والعضد: ما قطع من الشجر أي يضربونه ليسقط ورقه فيتخذونه علفًا لإِبلهم. وانظر النهاية ٣/ ٢٥٢.
(٨) في اللسان (رشح): وفي حديث ظبيان يأكلون حصيدها، ويرشحون خضيدها. الخضيد: المقطوع من شجر الثمر. وترشيحهم له: قيامهم عليه، وإصلاحهم له إلى أن تعود ثمرته تطلع كما يُفعل بشجر الأعناب والنخيل. وانظر النهاية ٢/ ٢٢٤.
(٩) الخضيد: ما قطع من الشجر وهو رطب. وفي حديث ظبيان يرشحّون خضيدها أي يصلحونه ويقومون بأمره. انظر النهاية ٢/ ٣٩ و ٢٢٤.
(١٠) في الأصل "ظعنًا"، وهو وهم من الناسخ.

<<  <   >  >>