للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَرْبَعِيْنَ، وَغَمِيْسًا (١) أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ مُضْغَةً أَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً، ثمَّ عَظْمًا صَحِيْحًا أَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً، ثُمَّ جَنِيْنًا، فَعِنْدَ ذلك يَسْتَهِلُّ (٢) وَتُنْفَخُ فِيْهِ الرُّوْحُ.

• قَوْلُهُ: تَرَكَتِ الْمُخَّ رَارًا، يُرِيْدُ أَذَابَتْهُ. يُقالُ: مُخٌّ رَارٌ وَرِيْرٌ إِذَا صَارَ رَقِيْقًا ذَائِبًا مِنْ شِدَّةِ الضُّرِّ وَالْهُزَالِ. والْهَارُ: الساقِطُ. وَأَصْلُهُ الهائِرُ كما يُقَالُ: شاكِيْ وشائِكُ، ومِنْهُ يُقالُ: تَهَوَّرَ البِناءُ إِذا سَقَطَ، وانْهارَ يُريدُ أَنَّ المَطِيَّ قَدْ سَقَطَتْ مِنْ شِدَّةِ الزَّمانِ (٣). غَاضَتْ لَهَا الدِّرَّةُ: أَي نَقَصَتْ دِرّةُ اللّبَنِ (٤)، وَنَقَصتِ الثَّرَّةُ، وَهِيَ سَعَةُ مَخْرَجِ اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْعِ. يُقالُ: نَاقَةٌ ثَرَّةُ الإِحْلِيل، وهذهِ نَاقَةٌ ثَرُورٌ (٥) وفَتُوُحٌ (٦) فَإِنْ كانَتْ ضَيِّقَةَ مَخْرَجِ اللَّبَنِ فهِيَ حَصُورٌ (٧) وَعَزُوْزٌ (٨).

• وقَوْلُهُ: عَادَ اليَرَاعُ مُجْرَنْثِمًا: واليراع ما ضَعُفَ وصَغُرَ مِنْ هَوامِّ الأَرْضِ واحِدُها يَراعَةٌ (٩) وَيُقالُ لِضَرْبٍ من البَعُوض تَرَاهُ باللَّيْل كأَنَّهُ نارٌ يَرَاعٌ (١٠). واليَرَاعُ: الجَبَانُ أَيْضًا سُمِّيَ يَراعًا لِأَنَّهُ لا عُذْرَ له ولا صَبْرَ فَهُوَ اليَرَاع الأَجْوَفِ وَهُوَ القَصَبُ (٩). والمُجْرَنْثِمُ: المُجْتَمِعُ (١١) جُرْثُومُهُ (١٢). وكُلُّ شيءٍ اجتمع فقد


(١) الغميس: وفي حديث المولود: يكون غميسًا أربعين ليلة أي مغموسًا في الرحم اللسان (غمس).
(٢) يستهل: استهل الصبي بالبكاء: رفع صوته وصاح عند الولادة، وانظر غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٢١٨.
(٣) انظر الحاشية (٥) و (٦) ص ١٢٩.
(٤) انظر الحاشية (٧) ص ١٢٩.
(٥) شارة ثرّة وثرور. واسعة الإِحليل غزيرة اللبن إذا حلبت.
(٦) والفتوح من الإِبل. الناقة الواسعة الأحاليل.
(٧) الحصور من الإِبل: الضيقة الأحاليل.
(٨) شاة عَزوز: ضيقة الأحاليل لا تدر حتى تحلب بجهد.
(٩) انظر الحاشية (١٠) ص ١٣٠.
(١٠) انظر اللسان والتاج (يرع).
(١١) انظر الحاشية (١١) ص ١٣٠.
(١٢) لعل كلمة جرثوم مقحمة في هذا الموضع ولم نجد كلمة جرثوم في كتب اللغة؟ ! والله أعلم.

<<  <   >  >>