للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شَيء مِنْهُ، فإنّا لا نَعْلَمُ أنهم تَرَكُوا شيئًا منه؛ لأنَّهُ متشابهٌ لا يَعْلَمُهُ إلا الله، ولا يَتَعاطَوْنَهُ (١) ولا يَسْألُونَ (٢) عنهُ.

° ثم قلت: وكان ابنُ عبّاسٍ يَقْرَأ: "وما يعلمُ تأويلَهُ إلا اللهُ ويقولُ الراسخونَ آمنا به" (٣) فقراءةُ ابنِ عبَّاسٍ هذه القراءةَ لا تحتملُ إلا ما قلنا، وإطباقُ الأُمَّةِ ومن سمعَ من الصحابةِ قراءةَ ابنِ عبّاسٍ على تركِ النكيرِ عليه يَدُلُّ على أن قراءَتَهُ، وإن كانت تخالِفُ قراءَتنا (٤) في اللفظ، فالمعنى فيهما معًا واحدٌ. ولولا أنّ ما ذكرنا لا يعدو ما وصفنا لَمَا أقَرُوهُ على قراءَتِه، ولما رَضُوا بِهِ. وبين القراءتين عند العوام في تناقض المعنى ما وصفته من تبيان المعنى.

• الجواب: وقراءة ابن عباس هذه تخالف مذهبه في التفسير من كل وجه، فإنه كان يُفَسِّرُ القرآنَ، ولا يُسْألُ عن شَيءٍ منه، فيقولُ: هذا متشابهٌ لا أعْرِفُهُ.

وقد رَوَى عبد الرزاق (٥) عن معمرٍ (٦) عن قتادةَ (٧) في قولِ الله تَبارَكَ


(١) في الأصل: "ولا يتعاطوه"، وهو وهم من الناسخ.
(٢) في الأصل: "ولا يسألوا". وهو وهم من الناسخ.
(٣) انظر البحر المحيط ٢/ ٣٨٤.
(٤) في الأصل "قراءته"، وهو وهم.
(٥) هو أبو بكر الصنعاني، عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم. من حفاظ الحديث الثقات من، أهل صنعاء. له "الجامع الكبير" في الحديث، وقال الذهبي: "هو خزانة علم"، وكتاب في "تفسير القرآن" والمصنف في الحديث توفي سنة ٢١١ هـ. السير ٩/ ٥٦٣، والأعلام ٣/ ٣٥٣.
(٦) أبو عروة، معمر بن راشد بن أبي عمرو الأزدي الحداني بالولاء، فقيه حافظ للحديث، متقن، ثقة من أهل البصرة ولد واشتهر فيها وسكن اليمن - توفي في سنة ١٥٣ هـ. السير ٧/ ٥، والأعلام ٧/ ٢٧٢.
(٧) هو أبو الخطاب السدوسي البصري، قتادة بن دعامة بن قتادة بن عُزيز مفسر حافظ، ضرير =

<<  <   >  >>