للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وأمَّا قولُ القائلِ لرسولِ اللهِ في الحَزْوَرَةِ: أَغْفَرَتْ بَطْحاؤُها فإنَّهُ يُريدُ جادَها المطرُ حتى صار عليها كالغَفَرِ من النَّباتِ. والغَفَرُ الزِّئْبِرُ (١) على الثوبِ (٢).

وقولُهُ: ارْقاطَّ عَوْسَجُها (٣): وأنا أَحْسَبُهُ ارْقاطَّ عَرْفَجُها (٤). قال أبو عَمْرٍو الشَّيْبانيُّ (٥): إذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلانَ (٦) عُودُهُ قيلَ: قد ثَقَّبَ عودُهُ فإذا اسْوَدَّ شيئًا قيلَ: قد قَمِلَ لأنَّهُ يُشْبِهُ ما يخرجُ به القَمْلُ، فإذا ازداد قليلًا قيل: قد أدبى لأنّهُ يُشَبَّهُ بالدَّبا وحينئذٍ يُؤْكَلُ (٧) إلَّا أنْ يَكونَ العَوْسَجُ أيضًا له على مِثْلِ هذه الحال،


= وفي الأطعمة، باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يأكلون، وفي الرقاق، باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، ومسلم رقم ٢٩٦٦ في الزهد، في فاتحته، والترمذي رقم ٢٣٦٦ و ٢٣٦٧ في الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي - صلى الله عليه وسلم -. والمسند ١/ ١٧٤ و ١٨١ و ١٨٦. وانظر الفائق ١/ ٢٥٦، واللسان والتاج (سمر).
(١) الزِّئْبِرُ: ما يعلو الثوب الجديد مثل ما يعلو الخَزَّ وما يظهر من درز الثوب. اللسان (زأر).
(٢) انظر الحاشية (٦) في الصفحة ٣٥١.
(٣) انظر الحاشية (١) والحاشية (٢) في الصفحة السابقة.
(٤) انظر الحاشية (١) في الصفحة السابقة، وفي اللسان (رقط وعرفج):
"قال القتيبي: أحسبه ارقاطّ عرفجها. قال أبو عمرو: إذا مطر العرفج فلان عوده: قد ثقّب عوده، فإذا اسودّ شيئًا قيل: قد قمل فإذا زاد قيل: قد ارقاطّ فإذا زاد قيل: قد أدبى فإذا تمت خُوْصته قيل: قد أخوص".
والعرفج: ضرب من شجر الصيف لين أغبر له ثمرة خشناء كالحسك وله زهرة صفراء وليس له حب ولا شوك طيب الريح واحدته عرفجة.
(٥) هو أبو عمرو الشيباني بالولاء، إسحاق بن مِرَار: لغوي أديب، من رمادة الكوفة. أصله من الموالي. جاور بني شيبان وأدب بعض أولادهم فنسب إليهم. وأخذ عنه جماعة كبار منهم أحمد بن حنبل: كان يلزم مجالسه ويكتب أماليه. سكن بغداد ومات بها سنة ٢٠٦ هـ. وفيات الأعيان ١/ ٢٠١، ونزهة الألباء ص ٩٣.
(٦) في الأصل "فلان"، والصواب فلان كما أثبتناها. انظر الحاشية (٤) السابقة.
(٧) انظر الحاشية (٤) السابقة.

<<  <   >  >>