للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• قَوْلُهُ: يُدَمِّثُ مجلسه (١) من الدَّمْث، وهو التُّرابُ السَّهْلُ اللَّيِّنُ، يريد فإنما يُوَطِّيءُ لنفسِهِ من النار كما يُوَطِّيءُ الرّجلُ مَجلِسَهُ بالدَّمْث، ومن هذا قيل للرَّجُلِ السَّهْلِ الأَخْلاقِ اللَّيِّنِ: دَمِثٌ (٢).

وقوله: "حتى ثارت قَسْطَلانِيَّةٌ" والقَسْطَلانِيَّةُ رِيْحٌ مَنْسوبَةٌ إلى القَسْطَلِ (٣)، وهو الغُبارُ. ومنه الحديثُ في وَقْعَةِ نَهاوَنْدَ: "إنّهم لما الْتَقَوا ثارَتْ قَسْطلانِيَّةٌ (٤) ".

° ومنها حديثٌ ذُكِر فيه "أنَّ رَجُلًا من أهْلِ الكِتابِ قالَ: ألم تر إلى كثْرَةِ دُعاءِ النَّاسِ وقِلَّةِ الإِجابَةِ ذلك (٥) أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَقْبَلُ إلّا الناخِلَةَ" (٦).

• الناخِلَةُ: الخالِصُ من كُلِّ شَيْءٍ ومنه (٧) تَنَخَّلْتُ من القَوْم أَفاضِلَهُمْ وهذا مُتَنَخَّلُ الشِّعْرِ.

° ومنها حَديثٌ ذُكِرَ فيه "أنَّ جريرَ بنَ عبد اللهِ البَجَلِي (٨) قالَ: يا


(١) "مجلسه": ليس في ط.
(٢) اللسان والتاج (دمث).
(٣) بزيادة الألف والنون للمبالغة. اللسان (قسطل).
(٤) الفائق ٣/ ١٩٦، وغريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٢٤٣.
وفيهما: "إن المسلمين والمشركين لَمّا التَقَوْا في وَقْعَةِ نَهَاوَنْد غَشِيَتْهُمْ رِيحٌ قَسْطَلانِيّةٌ" أي كثيرةُ الغُبَار، والقَسْطَلُ: الغُبَارُ". وَنهاوَنْد: مدينة عظيمة في قبلة همذان، ولها آثار عظيمة للفرس. مراصد الاطلاع ٣/ ١٣٩٧.
وفي اللسان (قسطل): "وفي خبر وقعة نهاوَندْ: لما التقى المسلمون والفرس غشيتهم قسطلانية أي كثرة الغبار بزيادة الألف والنون للمبالغة".
(٥) في ط: "وذلك".
(٦) في الفائق ٣/ ٤١٦، وغريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٣٩٩ والنهاية ٥/ ٣٣.
وفي اللسان (نخل): "نخل الشيءَ وتَنَخَّلَهُ وانتخله: صفّاه واختاره واستعصى أفضله وفي الحديث: "لا يقبل الله من الدعاء إلا الناخلة" أي المنخولة الخالصة فاعلة بمعنى مفعولة".
(٧) في ط: "ومنه يقال".
(٨) جرير بن عبد الله البجلي، أبو عمر، وقيل: أبو عبد الله: من أعيان الصحابة، وكان أميرًا =

<<  <   >  >>