للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لاستتارهم عن الأبصار. والجنين بسلاه مستتر في بطن أمه.

° ومنها حديثُ عمرو بنِ عَبَسَةَ (١) قالَ: قلتُ لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: هل مِنْ ساعَةٍ أقْرَبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ من أُخْرى؟ قال: "نعم جَوْفُ اللَّيْلِ الآخرُ أفْضَلُ حتى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ، ثم أَنْهِهْ حتى تطلع الشمس، وما دامت كأنها جَحْفةٌ حتى تنتشر" (٢) ثم ذكر الوضوء فقال: "إذا قامَ الرجلُ إلى الصَّلاةِ، فكان هَوْءُهُ وقَلْبُهُ إلى اللهِ عز وجلَّ انصرفَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (٣).

• قوله: أَنْهِهْ (٤) مَعْناة انْتَهِ، ثم تُدْخِلُ الهاءُ بعد (٥): فَتَقولُ: انْتَهِهْ كما تقولُ اقْتَدِهْ. يقال (٦): ......


(١) هو أبو نجيح السُّلَميّ البجلي، عمرو بن عَبَسَة بن خالد بن حُذَيفة، الإِمام الأمير، أحد السابقين، ومن كان يُقال هو: ربعُ الإِسلام. روى أحاديث. وكان من أمراء الجيش يوم وقعة اليرموك، وسكن حمص. قال الذهبي: "لعله مات بعد سنة ستين. فالله أعلم". السير ٢/ ٤٥٦.
(٢) أخرجه الإِمام أحمد في المسند ٤/ ٣٨٧، وانظر غريب الحديث لابن الجوزي ١/ ١٧٩.
وفي اللسان (جوف): "وقوله في الحديث: أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخِرُ أي ثلثه الآخِرُ. وهو الجزء الخامس من أسداس الليل".
وفيه (نهي): "واِنْهَ بمعنى انتهِ وفي الحديث: قلت يا رسول الله هل من ساعة أقرب إلى الله؟ قال: نعم جوف الليل الآخر فصَلَ حتى تصبح، ثم أنْهِهْ حتى تطلع الشمس. قال ابن الأثير: قوله أنْهِهْ بمعنى انْتَهْ فإذا أمرت قلت أَنْهِهْ، فتزيد الهاء للسكت كقوله تعالى فبهداهم اقتدِهْ فأجرى الوصل مجرى الوقف". الجحفة: الترس. لاستدارته.
(٣) غريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٥٠٣، والنهاية لابن الأثير ٥/ ٢٨٠.
وفي اللسان هوأ: "الهَوْءُ الهِمَّةُ"، وفي الحديث إذا قام الرجل إلى الصلاة، فكان قلبه وهوءه إلى الله انصرف كما ولدته أمه".
(٤) في ط: "انهَه"، وهو خطأ.
(٥) "بعد": ليست في ط.
(٦) قوله: "يقال أنهى الرجل إذا انتهى. فإذا أمرت قلت: أَنْهِ يا فلان. كما تقول انْتَهِ ثم تُدخل الهاء فتقول: أنْهِهْ كما يقول: إِقْتَدِهْ. إلَّا أن الألف من أَنْهِهْ مفتوحة والألف من اقْتَدِهْ مكسورة": ليس في ط.

<<  <   >  >>