للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنهى الرجل (١) إذا انتهى. فإذا أمرت قلت: أَنْهِ يا فلان، كما تقول انْتَه، ثم تُدخل الهاء، فتقول: أَنْهِهْ كما تقول: إِقْتَدِهْ. إلا أن الألف من أَنْهِهْ مفتوحة والألف من اِقْتَدِهْ مكسورة (٢). والهَوْءُ الهِمَّةُ. قال رؤبة (٣).

"لا عاجِزُ الهَوْءِ ولا جَعْدُ القَدَمْ" (٤)

° ومنها قَوْلُهُ (٥): "القَ الفاجِرَ بوجهٍ مُكْفَهِرٍّ" (٦)؟ .

• أيْ غَليظٍ صُلْبٍ، يُريدُ لا تَسْتَبْشِرْ لَهُ، ولا تستحيِ منهُ، يُقالُ: سحابٌ


(١) انظر الحاشية (٢) في الصفحة السابقة.
(٢) انظر الحاشية (٦) في الصفحة السابقة.
(٣) هو أبو الجَحَّاف التميمي السعدي، رُؤْبَة بن عبد الله العَجَّاج بن رؤبة: راجز، من الفصحاء المشهورين، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. كان أكثر مقامه في البصرة، وأخذ عنه أعيان أهل اللغة، وكانوا يحتجون بشعرة، ويقولون بإمامته في اللغة. مات في البادية سنة ١٤٥ هـ. السير ٦/ ١٦٢، والأعلام ٣/ ٣٤.
(٤) البيت ليس في ديوان رؤبة ولعله ليس لرؤبة وهو في ديوان العجّاج ١/ ٤٣٠ والشاهد أيضًا في اللسان والتاج (هوأ) و (جعد)، والجمهرة ١/ ١٢٣ و ١٩٢ و ٣/ ٢٩١ وكتاب الهمز ص ٢٥ - ٢٦، والأمالي ٢/ ٩٠، والسمط ٢/ ٧٢٩. وبعده في الديوان:
وَلَا قَضِيًّا بالقَضاء المتَّهَمْ
والهَوْءُ: الهمَّة، يقالُ: هاءَ بنفسه يَهُوْءُ هَوْءًا، يرفعها ويسمو بها إلى المعالي. ويقال: إن فلانًا لبعيد السَّأْو، أي الهمَّة، ولا جعد القدم، يقول: هو واسع الخطوة ليس بضيِّقها، وهذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ.
قال ابن دريد بعد إنشاد البيت: "العرب تعيب بكزازة القدم"، جمهرة اللغة ١/ ١٢٤.
وفي اللسان: "وقَدَمٌ جَعْدَةٌ: قصيرةٌ من لُؤْمِها" ثم أنشد البيت.
(٥) أي ابن مسعود: انظر اللسان (كفهر). والحاشية الآتية.
(٦) الفائق ٣/ ٢٦٨، وغريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٢٩٧ وغريب الحديث للهروي ٤/ ١٣٨، والنهاية ٤/ ١٣٨.
وفي اللسان (كفهر): ووجه مُكْفَهِرٌّ: قليل اللحم، غليظ الجلد، لا يستحي من شيء. وقيل: هو العبوس، ومنه قول ابن مسعود: إذا لقيت الكافر فالقه بوجه مكفهّر أي بوجه منقبض عابس قطوب لا طلاقة فيه.

<<  <   >  >>