للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله بن أبي المجالد (١)، عن أبي الحكم الدمشقي (٢)، أن عبادة بن نُسَيّ (٣) حدث عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري (٤)، عن معاذ بن جبل (٥) أنه قال: (ليس الوضوء من الرعاف، والقيء، ومس الذكر، وما مسّته النار بواجب. فقيل له: إن ناسًا يقولون إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "توضؤوا مما مست النار". فقال إن قومًا سمعوا، ولم يعوا. كنا نسمي غَسْل الفم واليدين وضوءًا، وليس بواجب.

وأَمَّا المُتَأَخِّرُونَ من أَصْحاب الحديثِ فلا عِلْمَ لَهُمْ بمعنى الوُضوءِ في اللُّغَةِ، وإنّما يَعْرِفونَ وُضوءَ الصَّلاة، فإذا وَرَدَ عليهم معنى الوضوءِ في حديثٍ ظَنُّوا أنَّهُ ذلك، وقد قال قَتَادَةُ: غَسْلُ اليَدِ وُضوءٌ، يريد من مسّ الذكر، والإِبط، ولا يجوز أن يكون أراد غسل اليد وضوء قَبْلَ الطعامِ وبَعْدَهُ، لأنّه لا يكونُ في الكلامِ فائِدَةٌ لو أراد ذلك. وقالَ عبدُ اللهِ بن عمرٍو مِثْلَ قَوْله، وَكيعٌ: وُضوءُ الجُنُبِ قَبْلَ مَنافٍ، غَسْلُهُ (٦) يَدَهُ (٧).


(١) لم نجده.
(٢) لم نجده.
(٣) هو أبو عمرو الكندي الشامي الأردني، عُبَادَة بن نُسَيّ: قاضي طبرية. كان نبيلًا شريفًا. ينعت بسيد أهل الأردنّ، ولاه عبد الملك بن مروان، ثم عمر بن عبد العزيز. ومات وهو شاب سنة ١١٨ هـ. السير ٥/ ٣٢٣، والأعلام ٣/ ٢٥٨.
(٤) هو عبد الرحمن بن غنم بن كريز الأشعري: شيخ أهل فلسطين، وفقيه الشام في عصره. ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعثه عمر بن الخطاب إلى الشام ليفقه أهلها. وكان كبير القدر، قال أبو مسهر الغساني: هو رأس التابعين. وقيل: هو الذي تفقه عليه التابعون بالشام. توفي سنة ٧٨ هـ. تهذيب التهذيب ٦/ ٢٥٠، والأعلام ٣/ ٣٢٢.
(٥) هو أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي، معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس: صحابي جليل، كان أعلم الأمة بالحلال والحرام. وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. أسلم وهو فتى. توفي عقيمًا بناحية الأردن، ودفن بالقصير المعيني (بالفور) في سنة ١٨ هـ. الأعلام ٧/ ٢٥٨.
(٦) في ط: "غسل يده".
(٧) لم نجده.

<<  <   >  >>