للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تقديم]

يتطلب التحقيق جهدا متميزا لكي يصل العمل المنوي تحقيقه إلى شكل مرض. وترجع فكرة تحقيق الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل إلى بداية التسعينات، عندما طرحتها على اثنين من تلامذتي هما: عدنان أبو تبانة ومحمود كعابنة، فلقيت الفكرة قبولا عندهما، وهكذا أتيح لهما أن يصبحا أول محققين للأنس الجليل.

وكما هو معروف فقد طبع الكتاب أكثر من مرة وبأكثر من صورة إلى أن نجح المحققان في الوصول بالأنس الجليل إلى المستوى الذي نراه اليوم.

ومما هو جدير بالملاحظة أن بعض المحققين العرب نهجوا في تحقيقاتهم منهجا يركز على شرح النص بشكل مفرط أو خلط الهوامش بعضها ببعض وعدم فحص مصادر النقول التي يرجع إليها المؤلفون.

لذا جاء هذا العمل محاولة لإعادة النظر في موضوع التحقيق العربي بشكل عام، ورسم الخطوط الرئيسة لعملية التحقيق التي ينبغي على الذين ينخرطون في هذا الميدن الاسترشاد بها والسير على نهجها، آملا في الوصول إلى ترسيخ مدرسة عربية واضحة المعالم والأصول في علم التحقيق.

ويدل هذا العمل على سعة الصبر والأناة التي اتسم بها كل من محقّقي الكتاب، فعلى الرغم من طول النص الذي كلف به كل منهما من جهة، وتعدد نسخ المخطوط من جهة أخرى، إلا أنهما نجحا في تحقيقه وفق المنهج العلمي المتبع في علم التحقيق، فقد نجحا في ضبط النص ومقارنته بنسخه المختلفة، وميزا بين هامش المقارنات للنسخ المختلفة وهامش التحقيق، وخرّجا بشكل نسبي مصادر النقول والوصول به إلى أقرب شكل رسمه مجير الدين العليمي.

وتأتي أهمية هذا العمل في كونه محاولة جدية تسمو إلى تحقيق كتب التاريخ المحلي الفلسطيني، مما يسهم في توفير المادة العلمية الصحيحة عن تاريخ هذه المنطقة.

وما كان هذا النجاح في هذا العمل العلمي المميز لولا أن المحقّقين أحبا

ج: ص:  >  >>