للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين بن شروين (١) المقرئ إلى القاهرة، والسبب في ذلك دقماق نائب القدس الشريف بسبب كلام وقع منهم له وقت الكشف عليه في السنة الماضية، وتوجهوا من القدس الشريف في نصف شهر صفر، وتكلفوا مالا وعاد القاضي الشافعي وهو مستمر على الولاية، والقاضي شمس الدين الديري وهو مستمر على العزل، وكان عودهم إلى القدس الشريف في نصف شهر رمضان، وفي أول شهر ربيع الأول حضر القاضي المالكي شمس الدين بن مازن من غزة إلى القدس الشريف لمباشرة وظيفته.

[واقعة الزيت]

وفي أول شهر ربيع الآخر حضر السيفي قانصوه من مخيم الأمير أقبردي الدوادار الكبير، بمرسوم برمي الزيت المتحصل من جبل نابلس على أهل بيت المقدس الخاص والعام من المسلمين واليهود والنصارى، كل قنطار (٢) بخمسة عشر دينارا (٣) ذهبا، والسبب في ذلك دقماق نائب القدس الشريف لما حصل عنده من الحنق على أهالي (٤) بيت المقدس، مما وقع منهم حين الكشف عليه في السنة الماضية، وكان الزيت قبل ذلك من تقادم الزمان (٥) والسنين يرد من جبل نابلس ويباع بالقدس والرملة بالسعر الواقع من غير حرج على أحد، واستمر الأمر على ذلك إلى سنة تسعين وثمانمائة، فتسبب بعض وسائط السوء في أمره فصار يضبط الزيت ويرمي على أربابه (٦)، وهم التجار الذين يصنعون الصابون بالقدس الشريف ومدينة الرملة، ويدفع لهم بقدر معين من غير تعرض إلى أحد غير من يصنع (٧) الصابون، وحضر في أوائل الأمر الأمير تغري ورمش دوادار الدوادر (٨) لقبض ثمنه، ثم صار يعين كل سنة بعض المماليك بخدمة الأمير الدوادار الكبير للحضور إلى جبل نابلس، فيحضر ويضبط الزيت ويبيعه لأربابه ويقبض ثمنه.


(١) ابن شرف بن شروين أ ب هـ: - ج د.
(٢) قنطار: معيار للوزن ويساوي أربعين أوقية من ذهب، أو ألف ومائة دينار أو مئة وعشرون رطلا، ينظر: ابن منظور ٥/ ١١٨؛ هنتس ٤٠.
(٣) الدينار: هو العملة الذهبية التي كانت متداولة بين المسلمين، وقد عرف العرب هذا النوع من العملة قبل الإسلام ويزن الدينار ٢٥، ٤ غم، ينظر: القلقشندي ٣/ ٣٣٧؛ طلائي ٢٧٨؛ عطا الله هـ ١٠١؛ زمباور، الدينار ٩/ ٣٦٩ Cahen، Dinar II/ ٢٩٧.
(٤) أهالي أ: أهل ب ج د هـ.
(٥) الزمان أ ب: السنين د هـ: - ج.
(٦) أربابه أ ب ج د: السوقه هـ.
(٧) غير من يصنع أ ب: إلى من لا يعمل ج د هـ.
(٨) دوادار الدوادار أهـ: - ب ج د.

<<  <  ج: ص:  >  >>