للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كبيرة مملوءة بالماء (١) والفرنج على عزم ورودها فصدهم عسكر الإسلام عنها وطردوهم. فولوا مدبرين وانصرفوا نحو الساحل ونزلوا على نهر يقال له نهر القصب (٢) بعد مشقة حصلت لهم من المسلمين، ونزل العسكر بعد انقضاء الحرب على البركة، ثم رحل ونزل على أعلى (٣) نهر القصب في أوله وهو الذي نزل العدو في أسفله، فقربت المسافة.

وكان شخص من الأمراء اسمه عز الدين بن المقدم أبصر جماعة من الفرنج مقبلين لكشف حال العسكر فعبر إليهم (٤) النهر وقتل منهم عدة وأسر ثلاثة فركب الفرنج وحملوا عليه وكانت وقعة عظيمة، وأحضر الأسارى عند السلطان، ورحل وقت الظهر قاصدا نحو أرسوف، ونزل على قرية بقربها وأقام بها يوم الأربعاء والعدو في مكانه الأول.

اجتماع الملك العادل وملك الإنكثير (٥) (٦)

كان في اليزك علم الدين سليمان بن جرد (٧) (٨) فراسله العدو أن يتحدث مع الملك العادل فاجتمعا يوم الخميس فتكلما (٩) في الصلح، وإخماد الفتنة، فقال له الملك العادل: ما الذي تريده؟ فقال: رد البلاد، فقال العادل: هذا لا سبيل إليه، وأغلظ له في القول. وكان الترجمان بينهما هنفري بن هنفري، فلما سمع ملك الإنكثير ذلك غضب وتفرقا على غير شيء.

واقعة أرسوف (١٠)

لما عرف السلطان من أخيه الملك العادل ما جرى بينه وبين ذلك الملعون جمع يوم الجمعة العساكر وسير الثقل وركب، فلما أسفر صباح السبت رابع عشر شعبان ركب العدو على صوب أرسوف، فهجم عليهم عسكر الإسلام وأحاط بهم


(١) بالماء ب د هـ: من الماء أ: - ج.
(٢) نهر القصب: يقع بالقرب من أرسوف، ينظر: الأصفهاني، الفتح ٥٣٨.
(٣) أعلى أ د هـ: أعلا ب: - ج.
(٤) فعبر إليهم أ د هـ: عبر عليهم ب: - ج.
(٥) ينظر: ابن شداد ١٦٦؛ أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٩٣.
(٦) الإنكثير أ ب هـ: الإنكلتار ابن الأثير: الإنتكار ابن شداد: - ج د.
(٧) جرد أ د هـ: جندر ب: - ج.
(٨) ينظر: أبو شامة، الذيل ١٣؛ ابن كثير، البداية ١٣/ ١٧.
(٩) فتكلما ب هـ: فتكلم أ د: - ج.
(١٠) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ٢١٦؛ ابن شداد ١٦٧؛ أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٩١؛ العقاد ٨٣ - ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>