للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبعين (١)، وتوفي بعد خروجه من مكة بمنزلة (٢) بطن مر، وحمل إلى مكة فدفن بها .

وفيها أعني سنة إحدى وثمانين فى يوم الجمعة عشري جمادى الآخرة، رحل شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف من القدس بأولاده وعائلته إلى القاهرة المحروسة واستوطنها، وكان دخوله إليها في أوائل رجب.

وفيها دخل الوباء بالطاعون حتى عم جميع المملكة، وكان دخوله إليها في أوائل رجب، واستمر مدة طويلة، ولم يزل الطاعون بالقدس إلى مستهل ربيع الأول سنة ٨٨٢ هـ، وأفنى خلقا كثيرا من الشباب والنساء وأهل الذمة، ولم يكن طال ببلدة من البلاد أكثر من القدس، فسبحان القادر على ما يشاء.

[ثم دخلت سنة ٨٨٢ هـ]

وفيها وصل (٣) إلى القدس الشريف الأمير جانم الخاصكي قريب السلطان وناظر الحرم بعد عوده من المملكة الشامية، وكان دخوله إلى القدس الشريف في يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى، فإنه توجه إلى بلاد الشام لكشف الأوقاف، وحضر إلى القدس بسبب ذلك، وأوقد له المسجد الأقصى في ليلة السبت، وقبة الصخرة في ليلة الأحد، ومدرسته السلطانية في ليلة الاثنين، وفي كل ليلة كان يقرأ له ختمات شريفة، بحضرة جمع من المسلمين، وجمع له من جهة الأوقاف بالقدس الشريف تسعمائة دينار، وقيل ألف دينار، ومن أهل الذمة ثلاثمائة (٤) دينار، فلم يقبل شيئا من جهة الأوقاف، وأعاد المبلغ بكامله لمستحقيه، وأخذ ما جمع له من أهل الذمة، وحصل للمسلمين من مستحقي الأوقاف الخير بذلك، وتضاعف له الدعاء (٥) في صحائفه، وسافر من القدس ليلة الاثنين ثالث عشري جمادى الأولى.

[ذكر سفر السلطان إلى المملكة الشامية]

وفيها سافر السلطان الملك الأشرف من القاهرة قاصدا المملكة الشامية، فوصل إلى غزة في يوم الأربعاء تاسع شهر جمادى الآخرة، في جمع قليل دون مائة


(١) سبع وسبعين أ: سبع وتسعين ب: ٨٩٨ هـ: - ج د.
(٢) بمنزلة أ ب هـ: - ج د.
(٣) وفيها وصل إلى القدس … وسافر من القدس ليلة الاثنين ثالث عشري جمادى الأولى أ ب ج هـ: - د.
(٤) ثلاثمائة ج: ثلثماية أ ب هـ: - د.
(٥) له الدعاء ج هـ: - أ ب د.

<<  <  ج: ص:  >  >>