للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كافة في زيارة قمامة فجاءوا وزاروا وقالوا: إنما كنا نقاتل على هذا الأمر. وكان ملك الإنكثير أرسل للسلطان يسأله منع الفرنج من الزيارة إلا من وصل معه كتابه أو رسوله، وقصد بذلك رجوعهم إلى بلادهم بحسرة الزيارة ليشتد حنقهم على القتال (١) إذا عادوا. فاعتذر السلطان إليه بوقوع الصلح والهدنة وقال له: أنت أولى بردهم وردعهم فإنهم إذا جاءوا لزيارة كنيستهم ما يليق بنا ردهم.

ومرض ملك الإنكثير، وركب البحر وأقلع وسلم الأمر إلى الكندهري (٢) ابن أخته من أمه وهو ابن أخت ملك إفرنسيس من أبيه.

وعزم السلطان على الحج وصمم عليه، وكتب إلى مصر واليمن بذلك. فما زال الجماعة به حتى انثنى عزمه، فشرع في ترتيب قاعدة القدس في الولاية والعمارة، وكان الوالي بالقدس حسام الدين شاروخ، وهو تركي، وفيه دين وخير، وكان حسن السيرة، وفوض ولاية القدس إلى عز الدين جرديك، وكان أميرا معتبرا شجاعا. وولى علم الدين قنصو أعمال الخليل وعسقلان وغزة والدراوم وما وراءها. وسأل الصوفية عن أحوالهم، وزاد في أوقاف المدرسة الصلاحية والخانقاه، وجعل الكنيسة المجاورة لدار الإسبتارية بقرب قمامة بيمارستان للمرضى ووقف عليه مواضع ووضع فيه ما يحتاج من الأدوية والعقاقير، وفوض القضاء والنظر (٣) في هذا الموقف إلى القاضي بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم المشهور بابن شداد لعلمه وكفاءته (٤).

رحيل السلطان إلى دمشق (٥)

خرج السلطان من القدس ضحوة الخميس خامس شوال ونزل على نابلس ضحوة يوم الجمعة، فشكى أهلها على صاحبها سيف الدين علي المشطوب أنه ظلمهم، فأقام السلطان بها إلى ظهر يوم السبت حتى كشف ظلامتهم (٦)، ورحل بعد الظهر أصبح على جنين (٧)، ثم وصل إلى بيسان، ثم إلى قلعة كوكب، ثم سار ونزل


(١) القتال أ د هـ: الجهاد والقال ب ج.
(٢) الكندهنري أ ج هـ: الكندهري ب د.
(٣) القضاء والنظر أ ج هـ: النظر والقضاء ب د.
(٤) وكفاءته أ ج د هـ: بكفاءته ب.
(٥) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ٢٢٢؛ ابن شداد ٢٢٨؛ أبو الفداء، المختصر ٣/ ٨٣؛ ابن الوردي ٢/ ١٥٩.
(٦) كشف ظلامتهم أ ب ج د: كشف ظلمتهم هـ.
(٧) جنين أ: جينين ب ج د هـ وصل أ ج د: رحل ب هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>