للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى في شهر شعبان سنة ٩١٧ هـ (١)، رحمه الله تعالى.

وسنذكر بقية الخطباء فيما بعد في ترجمة (٢) السلطان في الحوادث الواقعة في أيامه إن شاء الله تعالى.

[ذكر فقهاء الشافعية وغيرهم من الأعيان ومشايخ الصوفية والزهاد بالقدس الشريف وبلد سيدنا الخليل ]

الفقيه ضياء الدين أبو محمد عيسى بن محمد الهكاري الشافعي (٣)، أحد الأمراء بالدولة الصلاحية، وكان كبير القدر، وافر الحرمة، معولا عليه في الآراء والمشورات، وكان في ابتداء أمره يشتغل بالفقه بمدينة حلب، فاتصل بالأمير أسد الدين شيركوه، عم السلطان صلاح الدين، وصار إمامه، ولما توجه إلى الديار المصرية وولي الوزارة، كان في صحبته، فلما توفي أسد الدين، اتفق الفقيه عيسى والطواشي بهاء الدين قراقوش (٤) على ترتيب السلطان صلاح الدين موضعه في الوزارة، ودققا الحيلة في ذلك حتى بلغا المقصود، فلما ولي صلاح الدين رأى له ذلك، واعتمد عليه ولم يكن (٥) يخرج عن رأيه، وكان كثير الإدلال عليه، يخاطبه بما لا يقدر عليه غيره من الكلام، وفي سنة ٥٧٣ هـ (٦) سار الملك صلاح الدين لغزو الإفرنج وأسر (٧) الفقيه عيسى فافتداه بعد سنتين بستين ألف دينار وكان واسطة خير للناس، نفع بجاهه خلق كثير ولم يزل على مكانته وتوفر حرمته إلى أن توفي في سحر (٨) ليلة الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة ٥٨٥ هـ (٩) بالمخيم بمنزلة الخروبة (١٠)،


(١) ٩١٧ هـ/ ١٥١١ م.
(٢) في ترجمة ب ج د هـ: - أ.
(٣) ينظر: ابن الأثير ١١/ ٤٤٢؛ ابن خلكان ٣/ ١٦٥؛ ابن كثير، البداية ١٢/ ٣٢٦؛ السبكي، طبقات ٧/ ٣٥٥.
(٤) بهاء الدين قراقوش الأسدي كان مملوكا لابن الطقطقي، فصحب أسد الدين وتقدم عنده بعد وفاة سيده، ثم صحب صلاح الدين مع عيسى الهكاري، توفي ٥٩٧/ ١٢٠٠ م؛ ينظر: أبو شامة، الذيل ١٩، الذهبي، العبر ٣/ ١١٩؛ ابن كثير، البداية ١٣/ ٣٤؛ ابن العماد ٤/ ٣٣١.
(٥) يكن أ ب د هـ: - ج.
(٦) ٥٧٣ هـ/ ١١٧٧ م.
(٧) وأسر أ ب: فاسر ج د هـ سنتين أ ج د هـ: سنين ب نفع أ ب ج هـ: انتفع د.
(٨) في سحر أ ج د هـ: سحر ب.
(٩) ٥٨٥ هـ/ ١١٨٩ م.
(١٠) منزلة الخروبة: موقع بالقرب من عكا ويسمى تل الخروبة، وقد عسكر عليه صلاح الدين الأيوبي أثناء حصاره عكا، ينظر: أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>