للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجوار كنيسة (١) قمامة من جهة الغرب وعن يمنة السالك من درج القمامة إلى الخانقاه الصلاحية، والذي يظهر أن طلسم الحيات بطل منه، والله أعلم.

ولما انتهت عمارة مسجد بيت المقدس شرع سليمان، ، في بناء دار مملكته بالقدس الشريف، واجتهد في عمارتها وتشييدها، وفرغ منها في مدة ثلاث عشرة سنة، وانتهت عمارتها في السنة الرابعة والعشرين من ملكه.

قصة بلقيس (٢)

وفي السنة الخامسة والعشرين من ملكه (٣) جاءته بلقيس ملكة اليمن ومن معها وقصتها معه مشهورة وملخصها: أن سيدنا سليمان (٤) لما فرغ من بناء بيت المقدس، عزم على الخروج إلى مكة، فتجهز للسير واستصحب من الجن والإنس والشياطين والطيور والوحوش ما بلغ معسكره (٥) مائة فرسخ، فحملتهم الريح، فلما وافى الحرم أقام به ما شاء الله أن يقيم، وكان ينحر كل يوم طول مقامة بمكة، خمسة آلاف ناقة، ويذبح خمسة آلاف ثور وعشرين ألف شاة، وقال لمن حضره من أشراف [٣٠/ ب] قومه: إن هذا (٦) مكان يخرج منه نبي عربي (٧) صفته كذا وكذا، يعطي النصر على من عاداه، وتبلغ هيبته مسيرة شهر، القريب والبعيد عنده في الحق سواء، لا تأخذه في الله لومة لائم، قالوا: فبأي دين يدين يا نبي الله (٨)؟ قال: يدين بدين الحنيفية فطوبى لمن آمن به وأدركه، فقالوا: كم بيننا وبين خروجه يا نبي الله؟ قال:

مقدار ألف عام، فليبلغ الشاهد منكم الغائب فإنه سيد الأنبياء وخاتم الرسل.

فأقام بمكة حتى قضى نسكه، ثم خرج من مكة صباحا وسار حتى لحق اليمن فوافى صنعاء وقت الزوال (٩)، فرأى أرضا حسناء، تزهى خضرتها، فأحب النزول بها ليتغدى ويصلي.

وكان الهدهد دليل سليمان على الماء فإنه كان يعرف موضع


(١) كنيسة أ ب ج هـ: - د.
(٢) ينظر: الطبري، تاريخ ١/ ٤٨٥؛ الثعلبي ١٧٣؛ ابن كثير، البداية ٢/ ٢١.
(٣) ملكه أ ب ج هـ: ملك سليمان د.
(٤) سليمان أ ج د هـ: ب.
(٥) معسكره أ ب ج هـ: عسكره د.
(٦) إن هذا أ ج د هـ: - ب.
(٧) نبي عربي أ ب ج هـ: النبي العربي د.
(٨) يا نبي الله أ ب ج هـ: - د.
(٩) وقت الزوال فرأى أ ج د هـ: وقت الزوال وذلك مسيرة شهر ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>