للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحصن وقيد وحمل إلى قلعة بانياس، ثم استحضره في سادس رجب وهدده، ثم سيره إلى دمشق وسجنه.

وحصر (١) الحصن في يوم الأربعاء ثامن رجب ورتب عليه عدة من الأمراء لمحاصرته إلى أن تسلمه بعد سنة، وأطلق صاحبه.

ولما كان السلطان بمرج عيون اجتمع الفرنج واتفقوا على إقامة المركيس (٢) بصور وأجمعوا على حرب المسلمين والمركيس يمدهم من صور، فبلغ السلطان ذلك في يوم الاثنين سابع عشر جمادى الأولى وأنهم على قصد صيدا، فركب في الحال والتقى العسكر (٣) مع الفرنج، فهزمهم بإذن الله تعالى، ونصر الله المسلمين، وأسر من أعيانهم سبعة.

وعاد السلطان إلى مخيمه وأقام إلى يوم الأربعاء تاسع عشر جمادى الأولى، ثم ركب في ذلك اليوم، وتواقع هو والفرنج، واشتد القتال، فاستشهد جماعة من المسلمين، وقتل خلق كثير من المشركين، ثم قوي عزم السلطان على قصدهم في مخيمهم، وشاع هذا الخبر، فخاف الفرنج وذهبوا إلى صور فاقتضى الحال التأخير.

وسار السلطان إلى تبنين صبيحة الخميس السابع والعشرين من الشهر، ثم سار منها إلى عكا ورتب أمورها وعاد إلى المعسكر، وأقام إلى يوم السبت سادس جمادى الآخرة، فبلغه أن الفرنج ينتشرون في الأرض، فأمر السلطان بتكمين كمائن لهم وإذا رأوهم يطردونهم (٤).

وسار السلطان يوم الاثنين فتواقعوا واشتد القتال، وكان بالعسكر جماعة من العرب لا خبرة لهم بالطريق، فتطاردوا بين يدي الفرنج في واد لا ينفذ، فحصرهم الفرنج ولم يقدروا على السلوك من الوادي (٥)، فاستشهدوا، رحمهم الله تعالى.

مسير الفرنج إلى عكا (٦)

وصل الخبر يوم الأربعاء ثامن رجل أن العدو على قصد عكا وأن جماعة منهم


(١) وحصر أ: وحاصر ب د هـ: - ج.
(٢) المركيس أ ب د: المركيش هـ: - ج.
(٣) العسكر أ ج د هـ: بعسكره ب.
(٤) يطردونهم أ د هـ: يطاردونهم ب: - ج.
(٥) من الوادي ب د هـ: - أ ج.
(٦) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ٢٠٠ - ٢٠٢؛ ابن شداد ٧٨؛ أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٤٢؛ المقريزي، السلوك ٢١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>