للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرسل إلى هوذة ملك اليمامة (١) وكان نصرانيا. فقال: إن جعل الأمر لي من بعده سرت إليه وأسلمت ونصرته وإلا قصدت حربه. فقال النبي، : «لا»، ولا كرامة اللهم اكفنيه» (٢) فمات بعد قليل.

وأرسل إلى المنذر ملك البحرين (٣) فأسلم، وأسلم جميع العرب بالبحرين.

عمرة القضاء (٤)

ثم خرج رسول الله، ، في ذي القعدة سنة سبع معتمرا عمرة القضاء وساق معه (٥) سبعين بدنة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام. فلما كتبوا الكتاب (٦)، كتبوا هذا ما قضى عليه محمد رسول الله، ، قالوا (٧): لا نقر بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا، ولكن أنت محمد بن عبد الله، فقال: أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله.

ثم قال لعلي: امح رسول الله. فقال علي: لا والله (٨) لا أمحوك أبدا. فأخذ رسول الله، ، الكتاب - وليس يحسن أن يكتب - فكتب: «هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله: لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب وأنه لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها».

فلما دخل المسجد اضطجع بردائه، ورمل في أربعة أشواط من الطواف، ثم خرج إلى الصفا والمروة فسعى بينهما وتزوج في سفره هذا ميمونة بنت الحارث (٩) - وهو محرم - وهذا من خصائصه، ، وهي آخر امرأة تزوجها. وأقام بها، ثلاثا فأرسل المشركون إليه مع علي بن أبي طالب: ليخرج عنهم، فخرج وبنى (١٠)


(١) اليمامة: ناحية بين الحجاز واليمن مشهورة بالنخل، كانت في القديم منزل طسم وجديس، ينظر: البغدادي، مراصد ٣/ ١٤٨٣؛ أبو الفداء، تقويم ٩٦؛ الحميري ٦١٩؛ القرماني ٣/ ٥٠٦.
(٢) يروي ابن سيد الناس وابن القيم أن الرسول قال: لو سألني سبابة من الأرض ما فعلت، باد وباد ما في يديه، ينظر: ابن سيد الناس ٢/ ٣٤٢ ابن القيم، زاد ١/ ٣٠؛ المباركفوري ٣٤٤.
(٣) البحرين: اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان من جزيرة العرب، ينظر: البغدادي، مراصد ١/ ١٦٧؛ الحميري ٨٢؛ القرماني ٣/ ٣٢٦.
(٤) ينظر: ابن خياط، تاريخ ٥١؛ البخاري، الجامع، باب عمرة القضاء؛ الندوي ٣٦٣.
(٥) وساق معه سبعين بدنة أ ب د: وساق معه الهدي سبعين بدنة ج هـ.
(٦) كتبوا الكتاب ب ج هـ: - أ د.
(٧) قالوا أ ب ج د: وقالوا هـ.
(٨) لا والله أ ج د هـ: - ب.
(٩) الحارث ب ج د هـ: الحرث أ.
(١٠) وبنى أ ج هـ: - ب د.

<<  <  ج: ص:  >  >>