للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام، وباشر بعفة وشهامة، وحصل للأرض المقدسة الجمال بوجوده، وكان يكثر من مجالسة العلماء والفقهاء، ويحسن إليهم ويتلقاهم بالبشر والقبول، فعطف الناس عليه وابتهجوا به.

وفيها في شهر شعبان ورد مرسوم السلطان (١) بعزل القاضي جمال الدين بن عمران من قضاء الحنفية بالقدس الشريف.

واقعة أخي الشيخ أبي العباس (٢)

وفيها في يوم السبت عاشر شهر رمضان، دخل إلى القدس الشريف القاضي شرف الدين موسى الأنصاري (٣)، وكيل المقام الشريف، ونزل بالمدرسة الجوهرية نحو باب الحديد، فحضر عنده القاضي غرس الدين خليل الكناني (٤)، أخو الشيخ أبي العباس الواعظ (٥)، وهو شيخ الصلاحية، قاضي القضاة الشافعي، للسلام عليه، فصادف حضوره عند حضور الشيخ شهاب الدين العميري الواعظ (٦) فقصد الشيخ شهاب الدين العميري الجلوس فوق القاضي، وكان غلطا منه، لأن القاضي كان شيخ الصلاحية، والشيخ شهاب الدين من المعيدين (٧) (٨) عنده، ورتبته لا تقتضي الجلوس فوقه، فحصل بينهما تشاجر وفحش (٩) القول، فكان من جملة كلام الشيخ شهاب الدين للقاضي أحرق عمامتك في رقبتك، فقال له القاضي: والله ما تعرف معنى العمامة ما هو، ثم خرجا من المجلس، وقد انتشر الكلام بينهما، فبلغ ذلك شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف، فانتصر للشيخ شهاب الدين العميري، وانتهى الحال إلى أن اجتمع بمحراب الصخرة الشريفة جماعة مع الشيخ كمال الدين، منهم الشيخ أبو الوفاء بن أبي الوفاء، والشيخ شهاب الدين بن أبي


(١) مرسوم السلطان أ: مرسوم شريف من السلطان ب ج د هـ.
(٢) واقعة … أبي العباس أ ب ج هـ: - د.
(٣) موسى بن علي بن محمد بن سليمان الشرف التتائي ويعرف بالأنصاري. ولد سنة ٨٢٠ هـ/ ١٤١٧ م، وتوفي ٨٨١ هـ/ ١٤٧٦ م، ينظر: السخاوي، الضوء ١٠/ ١٨٤.
(٤) ينظر: السخاوي، الضوء ٣/ ١٨٩.
(٥) أبو العباس الواعظ: أحمد بن عبد الله المقدسي ويعرف بأبي العباس المقدسي، ينظر: السخاوي، الضوء ١/ ٣٦٣.
(٦) ينظر: السخاوي، الضوء ٢/ ٥٢.
(٧) المعيد: يقوم بسماع الدرس بشكل جيد، ومن ثم يفهمّ بعض الطلبة، وهو أقل من المدرس، ينظر: السبكي، معيد ١٠٨؛ ابن طولون، نقد ١٥٤.
(٨) من المعيدين ب ج د هـ: - أ.
(٩) وفحش ب ج د هـ: - أ جملة ب ج د هـ: - أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>