للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك، وقتل وأسر (١) منه جماعة.

وجرى يوم الجمعة في عاشر الشهر بين اليزكية وأهل الكفر وقعة (٢) قتل منهم مقدم كبير ورحل السلطان يوم السبت ثالث عشر ونزل على تل عال عند النطرون (٣) وهي قلعة منيعة فهدمها وأشاع الإقامة هناك، وأفاض الأنعام على العسكر.

ذكر ما تجدد لملك الإنكثير (٤)

وصلت رسل ملك الإنكثير إلى العادل بالمصالحة وترددت الرسل وانتظم الحال على أن العادل يتزوج أخت ملك الإنكثير ويحكم العادل في البلاد وتكون المرأة مقيمة بالقدس، ويوطن (٥) العادل مقدمي الفرنج والداوية والإسبتار (٦) ببعض القرى ولا يمكنهم من الحصون ولا يقيم معها في القدس إلا قسوس (٧) ورهبان.

واستدعى العادل جماعة من الأعيان منهم العماد الكاتب وغيره وسألهم في المضي إلى السلطان وإعلامه بذلك وسؤاله في ذلك. فحضروا إلى السلطان وأخبروه بالحال، فسمع ورضي ذلك في يوم الاثنين تاسع عشر (٨) من رمضان. وعاد الرسول إلى ملك الإنكثير.

ثم إن أكابر الفرنج عرضوا ذلك على قسوسهم فلم يرضوه وخبثوا المرأة وندموها وعنفوها بتزويجها بالمسلم، فانثنى عزمها عن التزويج وقالت: أتزوجه بشرط أن يوافقني على ديني. فأنف العادل من ذلك واعتذر الملك بامتناع أخته وبطل الاتفاق، وكان ذلك يوم العيد.

وفي يوم العيد خلع السلطان على أكابره ومد لهم سماطا، ونزل السلطان بالرملة ليقرب من العدو. وتواتر الخبر بأن الفرنج على عزم الخروج فسار يوم الاثنين سابع شوال وخيم خارج الرملة، وجاء الخبر أن العدو خرج إلى يازور (٩)،


(١) وقتل وأسر أ: وقد أسر ب د هـ: - ج.
(٢) وقعة ب ج د هـ: وقفة أ.
(٣) النطرون: تحريف لبلدة اللطرون، وكانت حصنا بين القدس والرملة، وتقع على بعد ١٦ كم من الرملة، ينظر: الدباغ ١/ ٢٩٧.
(٤) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ٢١٦؛ ابن شداد ١٧٩؛ أبو شامة، الروضتين ٢/ ٢٠٠؛ أبو الفداء، المختصر ٣/ ٨٠.
(٥) ويوطن ب ج د هـ: ويوحي أ والداوية أ ج د: والراوية ب هـ.
(٦) والإسبتار أ ج د: والإستبار ب هـ.
(٧) قسوس أ د هـ: قسس ب ج واستدعى أ ج د هـ: فاستدعى ب.
(٨) عشر أ ج د: عشري ب هـ.
(٩) يازور: بليدة بسواحل الرملة من أعمال فلسطين بالشام، هدمها اليهود عام ١٩٤٨ م، ينظر: البغدادي، -

<<  <  ج: ص:  >  >>