للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقتصر عليه ولم يذكر ما وقع بعده، وبعضهم ذكر (١) تاريخا تعرض فيه إلى ذكر بعض جماعة من أعيان بيت المقدس مما ليس فيه كبير فائدة، وأحببت (٢) أن أجمع بين ذكر البناء والفضائل والفتوحات وتراجم الأعيان، وذكر بعض الحوادث المشهورة ليكون تاريخا كاملا، والله سبحانه المسؤول وهو المأمول أن يمنّ عليّ بتيسير إتمامه، وكما وفقني لبدايته يعينني على إكماله وختامه، وأن ينفعني والمسلمين بما فيه، إنه قريب مجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

[نبذة يسيرة من تفسير أول سورة الإسراء وذكر أسماء المسجد الأقصى]

قال الله (٣) وهو أصدق القائلين في كتابه العزيز: ﴿سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (١) (٤).

قال المفسرون (٥)، (٦): سبحان هي تنزيه الله تعالى من كل سوء ووصفه بالبراءة من كل نقص، وتكون سبحان بمعنى التعجب، أسرى بعبده ليلا أي سيره والعبد هو محمد، ، لم يختلف في ذلك أحد من الأمة، من المسجد الحرام، يعني مكة إلى المسجد الأقصى، هو مسجد بيت القدس، الذي باركنا حوله، يعني بالأنهار والأشجار والثمار (٧).

وعن ابن عباس (٨) في قوله تعالى: باركنا حوله فلسطين والأرض ويأتي ذكر فلسطين فيما بعد إن شاء الله تعالى، وأما الأردن فهو نهر الشريعة المذكور في قوله


(١) ذكر أ: كتبه ب ج د هـ إلى ذكر أ ج د هـ: لذكر ب.
(٢) وأحببت أ د: فأحببت ب ج هـ.
(٣) قال الله وهو أصدق القائلين في كتابه العزيز أ د: قال الله تعالى في كتابه العزيز بعد قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ب ج هـ.
(٤) الإسراء: [١].
(٥) ينظر: ابن كثير، تفسير ٣/ ٣ - ٧.
(٦) أ ج د هـ: رضي الله تعالى عنهم ب.
(٧) والثمار أ د هـ: والأثمار ب ج.
(٨) ابن عباس: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ، الإمام البحر عالم العصر، ابن عم رسول الله، ، مات ، ولعبد الله ثلاث عشرة سنة، وقد دعي له أن يفقه في الدين ويعلمه التأويل، توفي ابن عباس في الطائف سنة ٦٨ هـ/ ٦٨٧ م، ينظر: ابن قتيبة، المعارف ٧٣؛ ابن سعد ١/ ٢٧٨ - ٣٨٤؛ ابن حبان، تاريخ ١٤٨؛ الذهبي، تذكرة ١/ ٤٠؛ ابن العماد ١/ ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>