للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصخرة المشرفة (١)، وتنزه عن منصب القضاء، فلم يلتفت إليه بعد ذلك، ولم يكن (٢) بعده من القضاة من هو في معناه في العفة والحشمة، ثم تنزه (٣) عن حصته في الخطابة، وانجمع عن الناس، فلم يتكلم في شيء من أمور الدنيا لفساد الزمان [*].

القضاة (٤) الشافعية بالقدس الشريف وبلد سيدنا الخليل

قد تقدم ذكر القاضي بهاء الدين (٥) بن شداد (٦) الذي ولاه الملك صلاح الدين قضاء بيت المقدس بعد الفتح، ورأيت أيضا على كتاب وقف المدرسة الصلاحية خط القاضي المثبت له، واسمه أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب (٧)، وأرّخ خطه بالحكم في تاسع عشري رجب سنة ٥٨٨ هـ (٨)، والظاهر أنه كان نائبا عن ابن شداد والله أعلم، فإن ابن شداد كان قاضيا في ذلك الوقت بلا خلاف، وتقدم ذكر بعض القضاة من مشايخ المدرسة الصلاحية، ويأتي ذكر (٩) بعضهم أيضا من خطباء المسجد الأقصى.

وقد (١٠) كان القضاة في الزمن السالف بالقدس وغزة وبلد الخليل والرملة ونابلس وهذه المعاملة يوليهم قاضي دمشق، فلم (١١) يزل الأمر على ذلك إلى بعد الثمانمائة، ثم صار الأمر من الديار المصرية، ولم يكن قديما بالقدس (١٢) الشريف


(١) سعد الدين أبو السعادات سعد بن محمد بن عبد الله الديري العبسي الحنفي الإمام، ولد بالقدس سنة ٧٦٨ هـ/ ١٣٦٦ م، انفرد بالتفسير، استوطن مصر ورئس بها، توفي سنة ٨٦٧ هـ/ ١٤٦٢ م؛ ينظر: السخاوي، الضوء ٣/ ٢٤٩؛ السيوطي، نظم ٥/ ١١٥؛ ابن العماد ٨/ ٣٠٦.
(٢) يكن ب: يلي أ ج د هـ: العفة أ ج د هـ: لصفة ب.
(٣) تنزه أ ج د هـ: تنزل ب.
(٤) القضاه أ ب ج هـ: ذكر القضاه د.
(٥) بهاء الدين أ ب ج هـ: شهاب الدين د.
(٦) ابن شداد: هو يوسف بن رافع بن تميم بن عقبة بن محمد بن عتاب الأسدي، ولد سنة ٥٣٩ هـ/ ١١٤٤ م، حدث بمصر وحلب، واشتهر صنف دلائل الأحكام، حج سنة ٥٨٣ هـ/ ١١٨٧ م، واتصل به السلطان صلاح الدين الأيوبي، وألف له كتاب في فضائل الجهاد في ثلاثين كراسة، وقد تسلم قضاء عسكر صلاح الدين وشهد معه فتح القدس، وألقى بها أول خطبة، توفي سنة ٦٣٢ هـ/ ١٢٣٤ م؛ ينظر: أبو شامة، الذيل ١٦٣؛ ابن واصل ٥/ ٨٩؛ ابن خلكان ٧/ ٨٤؛ الذهبي، سير ٢٢/ ٣٨٣؛ الأسنوي ٢/ ١١٥.
(٧) أحمد بن الحباب، لم أعثر له على ترجمة.
(٨) ٥٨٨ هـ/ ١١٩٢ م.
(٩) ذكر أ ب ج هـ: - د.
(١٠) وقد ب ج د هـ: - أ وغزة أ ج د هـ: - ب.
(١١) فلم أ: ولم ب ج د هـ.
(١٢) بالقدس أ: قديما بالقدس ب ج د هـ.

[*] تعليق المكتبة الشاملة: وقع هنا في طبعة النجف (عن الطبعة الوهبية) زيادة نصها:
«وله شرح على جمع الجوامع في الأصول سماه النجم اللامع في شرح جمع الجوامع في مجلدين، وتعليق على الروضة إلى أثناء الحيض في مجلدات، وتعليق على المنهاج في مجلدات ولم يكمل، والدر النظيم في أخبار موسى الكليم، وغير ذلك
وهو مستمر في تدريس الصلاحية إلى يومنا، عامله الله بلطفه وختم لنا وله بخير بمنه وكرمه.»

<<  <  ج: ص:  >  >>