للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر صفة المسجد الأقصى (١) الشريف (٢) وما هو عليه في عصرنا

اعلم، وفقك الله، أن المسجد الأقصى الشريف شرفه الله وعظمه، ليس له نظير تحت أديم السماء ولا بني في المساجد صفته ولا سعته (٣)، وكان في الزمان الأول على الصفات العجيبة (٤) التي تقدم شرحها عند ذكر بناء سليمان (٥) ، وكذلك عند ذكر بناء أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان (٦).

أما (٧) صفته في هذا العصر فهي أيضا من الصفات العجيبة لحسن بنائه وإتقانه، فالجامع الذي هو في صدره عند القبلة (٨) التي تقام فيه الجمعة وهو المتعارف عند الناس أنه المسجد الأقصى، يشتمل على بناء عظيم به (٩) قبة مرتفعة مزينة بالفصوص الملونة، وتحت القبة (١٠)، المنبر (١١)، والمحراب (١٢)، وهذا الجامع ممتد من جهة القبلة إلى جهة الشمال وهو سبعة أكوار (١٣)، متجاورة مرتفعة


(١) ينظر: السيوطي، إتحاف ١/ ١١٦.
(٢) الشريف هـ: - أ ب ج د.
(٣) سعته ج هـ: سمته أ ب: - د.
(٤) الصفات العجيبة، التي تقدم شرحها ج هـ: - أ ب أمير المؤمنين أ ب ج: - هـ د.
(٥) سليمان: هو النبي سليمان بن داود ، ويعود نسبه إلى سيدنا إبراهيم ، ينظر: الأنبياء: ٧٨، ٧٩؛ اليعقوبي ١/ ٥٧؛ الطبري ١/ ٤٨٦؛ المسعودي ٤٨؛ ابن الأثير، الكامل ١/ ٢٢٩؛ ابن كثير، تاريخ ٢/ ١٧؛ عبد الملك ٤٨؛ شريدة ٢٢.
(٦) عبد الملك بن مروان، هو عبد الملك بن مروان بن أبي العاص بن أمية بن عبد مناف بن قصى بن كلاب، باني مسجد قبة الصخرة وذلك في سنة ٦٦ هـ/ ٦٨٥ م، وانتهى منها سنة ٧٢ هـ/ ٦٩١ م، ينظر: اليعقوبي ٢/ ٢٦٩؛ الطبري ٥/ ٦١٠؛ المسعودي ٣/ ٨٢؛ ابن حزم ٨٧؛ ابن الأثير، الكامل ٤/ ١٨٩؛ ابن الطقطقي ١١١؛ الذهبي، سير ٤/ ٢٨٦؛ الكتبي ٢/ ٤٠٢؛ ابن كثير، البداية ٦/ ٢٦٣؛ السيوطي، تاريخ ١٧١؛ ابن العماد ١/ ٧٩؛ شاكر ٤/ ١٩١.
(٧) أما أ ب هـ: وأما ج: - د.
(٨) القبلة أ ب هـ: القبلة ج: - د.
(٩) به أ ب: فيها ج هـ: - د.
(١٠) القبة: بناء دائري المسقط مقعر من الداخل مقبب من الخارج تعلو ظهور المساجد والأضرحة، ينظر: ابن منظور ١/ ٦٥٩؛ غالب ٣٠٩؛ مؤنس ١٣٧؛ بعلبكي ٢/ ٩٣٠.
(١١) المنبر: مقعد من الحجر أو الخشب تتسع لوقوف وجلوس خطيب الجمعة وتقع قرب المحراب تعلوها قبة صغيرة، ينظر: ابن منظور ٥/ ١٨٩؛ غالب ٤٠٦؛ مؤنس ٨٢.
(١٢) المحراب: صدر بيت أو قاعة أو مجلس أو مصلى، أرفع المواضع وأطهرها في المسجد، وهو مكان وقوف الإمام في الصلاة، ينظر: ابن منظور ١/ ٣٠٥؛ غالب ٣٥١؛ مؤنس ٥٧؛ بعلبكي ١٠٩.
(١٣) أكوار: يقصد بها العقود، إلا أن معنى الأكوار مختلف، حيث أن الكور مجمرة من طين، وكورة تعني قرية أو بلدة، ينظر: ابن منظور ٣/ ١١٨؛ غالب ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>