للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصولهما إلى قطيا (١) لقيهما الشيخ أبو العزم والسيد الشريف محمد بن عفيف الدين محمد الأبجي الحسني، وهما متوجهان إلى القدس الشريف، فتكلما مع القاضي الشافعي فقالا له إن السلطان لم يطلبك، وقد فوض النظر في أمر الكنيسة للسيد الشريف المشار إليه، وهو متوجه إلى القدس الشريف لتحرير أمرها، فرجع القاضي صحبتهما من بير العبد، ودخلوا إلى القدس في يوم السبت ثاني شهر رجب.

[ذكر هدم الكنيسة]

ثم في يوم الاثنين، رابع شهر رجب، عقد مجلس بالمدرسة التنكزية بحضرة شيخ الإسلام كمال الدين (٢) بن أبي شريف، والشيخ برهان الدين الأنصاري، والأمير جقمق نائب السلطنة، والقاضي الشافعي شهاب الدين بن عبية، والقاضي الحنفي شمس الدين الديري، والسيد الشريف محمد بن عفيف الدين، ودار الكلام بينهم وحصل البحث بين الشيخ كمال الدين بن أبي شريف، والشيخ برهان الدين الأنصاري الخليلي (٣)، وانتشر الكلام بينهما، فإن شيخ الإسلام يقول لا وجه لمنع اليهود من كنيستهم بغير مسوغ شرعي، ويرى شهادة من شهد بحدوثها بغير مستند شرعي يستند إليه في الشهادة لا تقبل، والشيخ برهان الدين الأنصاري كان من جملة القائمين في منع اليهود، وترجيح شهادة من شهد بحدوثها، فلما حصل البحث بينهما قصد الشيخ برهان الدين الأنصاري نصرة قوله، فكان من جملة لفظ شيخ الإسلام له: «لا تبحث معي بحث خليلي»، وكان مجلسا حافلا، آخره أن القاضي الشافعي أشهد عليه بمنع اليهود من اتخاذها كنيسة كما تقدم أولا وثانيا، واتصل إشهاده بذلك بالقاضي شمس الدين الديري (٤) الحنفي، وكتب محضر بذلك، ثم في أواخر ذلك اليوم بعد العصر، توجه الشيخ محمد بن عفيف الدين السيد (٥) ومن معه إلى كنيسة اليهود، وأمر بهدمها فشرع المسلمون في هدمها، فهدم غالبها، ثم في ثاني ذلك اليوم هدم باقيها، وكان يوما مشهودا، وشرع الشيخ أبو العزم يحرض الناس على الهدم ويقوي عزمهم، وكلما ثار الغبار من التراب على رؤوس الناس وأثوابهم ينفض عنهم بمنديل في يده، ويقول غبار الجنة تثابون على هذا الفعل في الجنة، ثم توجه الشيخ أبو العزم بالمحضر إلى القاهرة، وتوجه اليهود للشكوى


(١) قطيا أ: قطية ب ج: قطبية هـ: - د الشريف ب ج هـ: - أ د.
(٢) كمال الدين أ ب: الكمال د: - ج هـ الأنصاري أ ب ج د: - هـ.
(٣) الخليلي أ ب: - ج د هـ.
(٤) شمس الدين الديري ج د هـ: - أ ب.
(٥) السيد أ ج: - ب د هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>