للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للسلطان، فلما علم السلطان بذلك، وأنهم أفتوا (١) عليه، وهدموا الكنيسة بغير مرسوم، غضب غضبا شديدا، وأمر بالقبض على الشيخ أبو العزم، وكان يوم وصوله للقاهرة فبلغه الخبر فاختفى من حينه، واستمر مختفيا إلى أن توجه إلى مكة المشرفة، وأقام بها بقية عمره إلى أن توفي بها في شهور سنة ٨٩٣ هـ، .

ثم رسم السلطان بطلب القاضي شهاب الدين بن عبية الشافعي، والشيخ برهان الدين الأنصاري، والشهود إلى القاهرة، فبادر القاضي الشافعي، وسافر من القدس قبل وصول المرسوم (٢) فلما وصل إلى مدينة غزة صادف وصول المرسوم لنائب غزة الأمير يشبك العلائي، وعلم أن القاضي الشافعي وصل إلى غزة فقبض عليه وتركه في الترسيم بغزة، ثم ركب وحضر إلى القدس في يوم الأحد تاسع شعبان، وجلس بالرواق العلوي الذي عند دار النيابة بجوار منارة الغوانمة، وأبرز من يده المرسوم الشريف، يتضمن إعلامه أنه اتصل بالمسامع الشريفة وما وقع من هدم كنيسة اليهود بالقدس الشريف، فالجناب العالي يتقدم من فوره قبل وضع هذا المثال الشريف من يده، ويتوجه بنفسه إلى القدس الشريف، ويقبض على القاضي الشافعي، والشيخ برهان الدين (٣) إبراهيم الأنصاري وولديه، وأبي العزم وشمس الدين بن ناصر الدين، وناصر الدين الدمشقي، وعلي بن نصير، وخليل بن عليان والشيخ حسن الشويخ والشيخ (٤) علي بن الحوراني وتجهيزهم إلى الأبواب الشريفة محتفظا بهم، فطلب الجماعة فهرب ابن أبي العزم وهو المكنى (٥) بأبي اليمن، وقبض على بقية الجماعة المذكورين، وهم: الشيخ برهان الدين الأنصاري (٦) ومن ذكر في المرسوم، ووضعوا في الحديد ما عدا الشيخ برهان الدين الأنصاري، وتوجه بهم من القدس إلى غزة، ثم جهزهم وصحبتهم القاضي الشافعي إلى القاهرة، صحبة القاصد وهو رجل من أعوان الظلم اسمه إسماعيل الكافري (٧)، فوصلوا إلى القاهرة في أواخر شعبان، ووقفوا للسلطان وهو جالس بالحوش في محل خلوته، فأمر بضربهم فضرب القاضي أولا، ثم الشيخ برهان الدين


(١) إفتاتو أ ب د: افتوا ج هـ.
(٢) المرسوم أ ب ج: الطلب د هـ.
(٣) برهان الدين ب ج د هـ: - أ.
(٤) والشيخ علي بن الحوراني أ ج د هـ: - ب.
(٥) المكنى ب ج: المكنا أ: المكين هـ: - د المذكورين أ د: - ب ج هـ وهم … المرسوم ب ج: - أ د هـ.
(٦) الأنصاري أ ب ج د: - هـ الأنصاري ج هـ: - أ ب د.
(٧) الكافري أ ب ج: الكافوري هـ: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>