للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنصاري (١) ومن معهم ضربا مؤلما، ما عدا ابن الدمشقي وابن عليان وابن نصير فإن السلطان رآهم من الشيوخ الهرم فعفى عنهم، فلما ضرب الشيخ برهان الدين الأنصاري شرع يقول: سبحان الله، والحمد لله (٢)، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يزيد على ذلك، فقال له السلطان: قل الحق كيف وقع، فلم يجبه بغير سبحان الله إلى آخره … فألح السلطان بقوله: «قل لي الحق» فقال له: «الحق ما أقول»، وشرع في التسبيح والتهليل على (٣) ما هو فيه إلى أن فرغ من ضربه، ونهض وهو يذكر الله، ولم يسلم (٤) من الضرب سوى ابن الدمشقي وابن عليان وابن نصير رآهم شيخ هرم، ثم سلمهم للوالي الأمير يشبك بن حيدر، وتركهم عنده في الترسيم، ثم في أوائل شهر رمضان عقد المجلس بمنزل الأمير يشبك بن مهدي الدوادار الكبير، وحضر قضاة القضاة (٥) الأربعة بالديار المصرية المتقدم ذكرهم، وحضر من العلماء الشيخ أمين القصراوي (٦) الحنفي، وهو من المساعدين للمسلمين، وحضر جماعة من العلماء ممن أفتى بعدم جواز هدم الكنيسة، وتعزير من أفتى على الإمام بالهدم بغير إذن شريف، منهم: الشيخ سراج الدين العبادي الشافعي، والشيخ جلال الدين البكري الشافعي، والقاضي شهاب الدين المغربي المالكي قاضي الجماعة بالمغرب (٧)، وهو الذي أظهر التعصب لليهود وأفحش، وحضر خلق كثير من الفقهاء وغيرهم، وكان يوما مهولا لنصرة اليهود على المسلمين، ودار الكلام بين العلماء، وحصل البحث بينهم، وبقي الفقهاء أحزابا فيهم من ينتصر للمسلمين، ومنهم من يساعد اليهود، وأصحاب الأهواء كل يتكلم بما يوافق هواه، وكان الأمر بالقدس الشريف كذلك، وخرج الشيخ أمين الدين الأقصراني (٨) من المجلس، وهو مغضب، فلم يلتفت إليه وتكلم رجلان من طلبة (٩) العلم بما فيه إعانة المسلمين فانتهرهما الدوادار الكبير ووضعهما في زنجير، ثم سأل القاضي شهاب الدين بن أبي عبيه عن المنع الصادر منه ما وجهه، وما


(١) ثم الشيخ برهان الدين الأنصاري … فعفى عنهم أ ب د: - ج هـ.
(٢) والحمد لله ب هـ: - أ ج د.
(٣) على ما هو فيه ب: - أ ج د هـ.
(٤) ولم يسلم … شيوخ هرم ج د هـ: - أ ب.
(٥) القضاة ب ج د هـ: - أ.
(٦) القصراوي أ: الاقصراني ب ج د: الأقصر بن الحنفي هـ.
(٧) قاضي الجماعة بالمغرب ب ج د هـ: - أ.
(٨) الأقصراني ب ج هـ: الأنصاري د: - أ.
(٩) طلبة ب ج د هـ: طلبت أ فانتهرهما أ ج د هـ: فاشهرهما ب الدوادار ب هـ: الدوايدار أ ج د.

<<  <  ج: ص:  >  >>