للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقعت (١) فيه شفاعة، فأعيد إلى القاهرة، وتوجه من ليلته إلى بلده منية ميمون (٢)، وأقام بها مدة طويلة، ثم عاد إلى القاهرة، وصار فقيرا حقيرا لا يقدر على قوته، وقد اجتمعت به وتكلمت معه ولمته على ما صدر منه في أمر الكنيسة والاهتمام بإعادتها، فأشهدني عليه أن الإذن الصادر منه في إعادتها، إنما قصد به الفتوى، ولم يقصد به الحكم الشرعي الرافع للخلاف، والله متولي السرائر.

ذكر قدوم السلطان إلى بيت المقدس (٣)

وفي شهر رجب الفرد سنة ٨٨٠ هـ، سافر السلطان الملك الأشرف من القاهرة المحروسة، قاصدا زيارة سيدنا الخليل، ، والمسجد الأقصى الشريف، فوصل إلى مدينة غزة المحروسة، وتوجه منها فوصل إلى مدينة الخليل في يوم السبت خامس عشرين رجب، ورفع إليه أمر الحسبة بمدينة الخليل (٤)، وأنه يؤخذ من المحتسب مالا لنواب القدس، فيلزم منه تسلطه على الفقراء من المتسببين (٥) فرسم السلطان بإبطال الحسبة من نائب القدس وإبطال ما هو مقرر عليها من الرشوة، وأن يكون المحتسب بمرسوم شريف بغير كلفة، واستمر الأمر على ذلك، ثم اختل النظام ورجع الأمر على ما كان عليه أولا، وتوجه السلطان من مدينة الخليل في يوم الأحد سابع عشري (٦) شهر رجب، ووصل إلى القدس في يوم الاثنين سابع عشر رجب، ونزل بمخيمه عند خان الظاهري، ثم ركب ودخل إلى المدينة وقت العصر، ونزل بمدرسته القديمة التي هدمت، فلما رآها لم تعجبه، وكان ذلك هو السبب لهدمها وبناء المدرسة الموجودة الآن، ثم بعد صلاة العصر (٧) من اليوم المذكور جلس بقبة موسى اتجاه باب السلسلة، وجلس على مدورة (٨) (٩) من الشباك المطلة من جهة الشرق، وجلس عنده من داخل القبة الأمير أزبك أمير


(١) فوقعت أ ب: فحصلت ج د هـ.
(٢) منية ميمون: من قرى الصعيد بمصر، ينظر: الحموي، معجم البلدان ٥/ ٢٨٤.
(٣) ينظر: ابن إياس ٣/ ١١٢.
(٤) بمدينة الخليل أ ب ج: - د هـ.
(٥) المتسببون: التجار ذوي رأس المال البسيط.
(٦) الأحد سابع عشري أ ج د: الأحد سادس عشري ب: - هـ.
(٧) العصر أ ب ج: الظهر د هـ.
(٨) مدورة: من الفعل دور، وتدوير الشيء جعله مستديرا، ومنها المدورة وهي مكان أعد لجلوس الإنسان غير القادر على التثبت على ظهر الدابة، ينظر: ابن منظور ٤/ ٢٩٦.
(٩) مدورة أ ج د هـ: مدرسته ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>