للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضل منها، وعند الفرنج أن العزباء إذا مكنت منها الأعزب لا حرج عليها، وتسامع عسكر الإسلام بهذه القضية (١) فأبق من المماليك والجهال جماعة وذهبوا إليهن، ووصلت أيضا في البحر امرأة كبيرة القدر وهي ملكة بلدها وفي خدمتها خمسمائة فارس وفي الفرنج نساء يلبسن هيئة الرجال ويقاتلن، وفي يوم الوقعة أسروا (٢) جماعة منهن، فلم يعرفن حتى سلبن وعرين.

وأما العجائز فحضر منهن جماعة وهن ينشدن تارة ويحرضن وينخين الرجال (٣)، لعنة الله عليهن. وفي هذه السنة ندب السلطان الرسل إلى البلاد لاستنفار المجاهدين، وتوفي الفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري (٤) بمنزلة الخروبة سحر ليلة الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة ٨٥ (٥)، وكان من الأعيان وله منزلة عند السلطان وحمل من يومه إلى القدس، فدفن به (٦).

ودخلت سنة ٥٨٦ هـ (٧) (٨) والسلطان مقيم بعسكره بمنزلة الخروبة وعكا محصورة، وخرجت هذه السنة والحصر مستمر، ووقعت وقائع وهلك من الفرنج عدد لا يقع عليه الحصر.

وقعة الرمل (٩)

وكان السلطان يركب أحيانا للصيد وهو لا يبعد من المخيم، فركب يوما من صفر فأبعد واليزكية (١٠) (١١) على الرمل وساحل البحر، فخرج الفرنج وقت العصر،


(١) بهذه القضية أ ب هـ: بهذه القصة ب: - ج.
(٢) أسروا هـ: أسر ب د: - ج.
(٣) الرجال ب د هـ: - أ ج.
(٤) ضياء الدين عيسى الهكاري: كان من أصحاب أسد الدين شيركوه، ودخل معه إلى مصر، وحظي عنده، ثم كان ملازما للسلطان صلاح الدين حتى مات في ركابه بمنزلة الخروبة قريبا من عكا، فنقل إلى القدس فدفن به، وكان من الفضلاء والأمراء الكبار وكانت وفاته سنة ٥٨٥ هـ/ ١١٨٩ م، ينظر: الأصفهاني، الفتح ٣٥٥؛ ابن شداد ٩٦؛ أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٥٠؛ ابن كثير، البداية ١٢/ ٣٣٤؛ المقريزي، السلوك ١/ ٢١٦.
(٥) سنة ٨٥ أ: سنة خمسة وثمانين ب د: سنة ٥٨٥ هـ: - ج.
(٦) فدفن أ د هـ: ودفن ب: - ج.
(٧) ٥٨٦ هـ/ ١١٨٨ م.
(٨) سنة ٥٨٦ أهـ: ست وثمانين وخمسمائة ب د: - ج.
(٩) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ٢٠٥ أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٥١؛ المقريزي، السلوك ١/ ٢١٧.
(١٠) اليزك: هم العسس في مقدمة الجيش ومن يقومون بالمراقبة، ينظر: ابن تغري بردي، النجوم ٧/ ١٧٣؛ التونجي ٦١٩.
(١١) واليزكية أبو شامة: الزكية أ: والكركبة ب: والكرنكية د: والكزلية هـ: - ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>