للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقعة كنيسة اليهود (١)

وفيها وقعت حادثة بالقدس الشريف، وهي أن بحارة اليهود مسجدا للمسلمين عليه منارة، وهو بلصق كنيسة اليهود من جهة القبلة، ويتوصل إلى المسجد من زقاق مستطيل من جهة القبلة، وبجوار المسجد من جهة الغرب دار من جملة أوقاف اليهود، فوقع المطر في زمن الشتاء، ولعله في شهر جمادى الآخرة، فهدمت الدار المذكورة فكشف باب المسجد من جهة الشارع المسلوك فيكون أقرب للمصلين، فقصد المسلمون الاستيلاء على الدار المنهدمة وأن الاستطراق إلى المسجد منها لكونها على الشارع المسلوك، فيكون أقرب للمصلين من الاستطراق من ذلك الزقاق القبلي، لبعده بالنسبة إلى هذا المكان، وامتنع (٢) اليهود من ذلك، ورفعوا أمرهم للقضاة، وأظهروا من أيديهم (٣) المستند الشاهد لهم باستحقاقهم الدار المذكورة، واتصل ثبوته بحكام الشريعة، فنازعهم المسلمون في ذلك وزعموا أن الدار المذكورة من حقوق المسجد، وانتهى الحال إلى أن القضاة توجهوا بأنفسهم لكشف (٤) ذلك وتحريره، فجلسوا بالمسجد المذكور، وهم: القاضي شهاب الدين بن عبية الشافعي، والقاضي خير الدين بن عمران الحنفي، والقاضي كمال الدين النابلسي الحنبلي، وكنت حاضرا (٥) ذلك المجلس، فحرر أمر الدار بالمهندسين (٦) وقرئ المكتوب المحضر من أيدي اليهود، فتبين أن الدار من جملة أوقاف اليهود، وأن الحق لهم فيها، وانفصل المجلس على ذلك، وكان في شهر رجب، فلم يرض المسلمون بذلك، واعتصب (٧) بعض العوام، وتوجه إلى القاهرة، ووقف للسلطان، فأنهى أن الكنيسة التي لليهود بالقدس محدثة، وأن الدار المذكورة من جملة حقوق المسجد، وهي بأيدي اليهود بغير حق، فبرز مرسوم السلطان بالنظر في ذلك وتحريره، وورد الأمر بذلك إلى القدس الشريف في شهر رمضان، فعقد مجلس بالمدرسة التنكزية بمجلس ناظر الحرمين ابن النشاشيبي،


(١) واقعة كنيسة اليهود أ ب ج هـ: - د.
(٢) وامتنع أ: فامتنع ب ج د هـ.
(٣) من أيديهم أ ب: - ج د هـ المستند أ ب ج هـ: المستندات د.
(٤) لكشف أ ب: إلى كشف ج د هـ.
(٥) حاضرا ب: حاضر أ: - ج د هـ.
(٦) بالمهندسين أ ج د هـ: المهندسون ب من أيدي أ ب: الذي بيد ج د هـ فتبين أ ب د: فثبت ج هـ.
(٧) واعتصب أ ج د هـ: تعصب ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>