للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحضور القاضي الشافعي شهاب الدين بن عبية، والقاضي الحنفي خير الدين بن عمران، وكان المالكي قد توفي كما تقدم، والحنبلي قد عزل من شهر شعبان ولزم بيته، وحضر بالمجلس شيخ الإسلام نجم الدين (١) بن جماعة، شيخ الصلاحية، والشيخ برهان الدين الأنصاري، والشيخ شهاب الدين العميري، وجمع من الفقهاء، وقرئ المرسوم الشريف، ودار الكلام بين الحاضرين، وأقيمت بينة شهدت عند القاضي الشافعي أن كنيسة اليهود محدثة في دار الإسلام، فأشهد عليه القاضي أنه منع اليهود من اتخاذها كنيسة، لما صح عنده أنها محدثة في دار الإسلام، إذ لا دار لهم، فتكلم كبير اليهود، واسمه يعقوب بكلام يقتضي العناد لما أمر به القاضي، فانتهره القاضي وقال له: «يا ملعون تنازع (٢) في الأحكام الشرعية»، والله أحضر لك الجلاد يضرب عنقك، فهم المسلمون بالبطش باليهود (٣)، فنهاهم القاضي عن ذلك.

وكان من لفظه «يا أمة التوحيد لا يعارضهم أحد، فإن هؤلاء ذمة الله وذمة رسوله، وذمة أمير المؤمنين».

ثم كتب محضرا بما وقع، وكتب فيه (٤) العلماء والمشايخ خطوطهم، وكتب الموثق فيه ما صدر من القاضي الشافعي من منعهم، وكتب أن القاضي الحنفي نفذ المنع المذكور، فلما وقف القاضي الحنفي على المحضر أنكر أن يكون نفذ ذلك (٥)، ولم يضع خطه على المحضر، وأغلقت الكنيسة ومنع اليهود من دخولها والتعبد فيها على عادتهم، فرفع اليهود أمرهم إلى (٦) السلطان وأنهوا ما وقع لهم بالقدس، ومنعهم من كنيستهم، فرسم السلطان بعقد مجلس قضاة القضاة بالديار المصرية، وهم قاضي القضاة ولي الدين الأسيوطي (٧) الشافعي، والقاضي شمس الدين الأمشاطي الحنفي، وقاضي القضاة برهان الدين اللقاني المالكي، وقاضي القضاة بدر الدين السعدي الحنبلي، ومن العلماء: الشيخ سراج الدين العبادي، والشيخ جلال الدين البكري، والشيخ جلال بن الأمانة، وجمع من مشايخ الإسلام، والنواب والقضاة، وجمع من الفقهاء، وقرئ المحضر المكتتب بالقدس الشريف،


(١) نجم الدين أ ب: النجمي ج د هـ.
(٢) تنازع أ ب: تعاند ج د هـ.
(٣) باليهود أ ب: في اليهود ج د هـ.
(٤) فيه أ ب د هـ: - ح.
(٥) ذلك أ: المنع ب ج د هـ يضع أ ب: يكتب ج د هـ.
(٦) إلى السلطان أ د: للسلطان ب د هـ.
(٧) الأسيوطي أ ب ج: السيوطي د: - هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>