للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان، فعلا فيه أنواعا من البر والخير ووضع الأسلحة، برسم المجاهدين في سبيل الله.

[محراب داود وغيره من المشاهد]

أما محراب داود، ، فهو خارج المسجد الأقصى في حصن عند باب المدينة وهو القلعة، وكان الولي يقيم (١) بهذا الحصن، ويعرف هذا الباب قديما بباب المحراب والآن بباب الخليل: فاعتنى السلطان بأحواله ورتب له إماما ومؤذنين وقواما، وأمر بعمارة جميع المساجد والمشاهد، وكان موضع هذه القلعة دار داود، .

وكان الملك العادل نازلا في كنيسة صهيون وأجناده في خيامهم على بابها، وفاوض (٢) السلطان جلساءه من العلماء في مدرسة الفقهاء الشافعية، ورباط للصلحاء الصوفية. فعين للمدرسة الكنيسة المعروفة بصندحنه (٣)، فإنه يقال: إن فيها قبر حنة أم مريم وهي عند باب الأسباط، وعين للرباط دار البطرك وهي بقرب كنيسة قمامة وبعضها راكب على ظهر قمامة، ووقف عليهما أوقافا حسنة، وأمر بإغلاق كنيسة قمامة، ومنع النصارى من زيارتها، وأشار عليه بعض أصحابه بهدمها، ومنهم من أشار بعدم الهدم لأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ، لما فتح القدس (٤) أقرهم عليها ولم يهدمها.

وأقام السلطان على القدس على تسلم ما بقي بها من الحصون. ورحل الملك الأفضل إلى عكا ثم تبعه الملك المظفر إلى عكا أيضا، ثم إن السلطان فرق ما جمعه على ما مستحقيه من الجند والفقهاء والفقراء والشعراء، فقيل له: لو ادخرت هذا المال لأمر يحدث، فقال: أملي بالله قوي. وجمع الأسارى (٥)، وكانوا ألوفا من المسلمين، فكساهم وأحسن إليهم، وذهب كل منهم إلى وطنه.

ومكث السلطان على القدس ينظر في مصالحه، وكان في خدمته الأمير علي بن أحمد المشطوب، وكان معه (٦) أهل صيدا وبيروت وهما بقرب صور، وخاف أن يفوته فتحها، وكان يحث السلطان على المسير إليها، وكان المركيس عند


(١) يقيم بهذا أ ب: مقيما بهذا ج هـ: - د.
(٢) وفاوض ب ج هـ: وفوض أ: - د.
(٣) بصندحنة أ ج هـ: بصندحة ب: - د فإنه أ ج هـ: فيقال ب: - د.
(٤) القدس أ: بيت المقدس ب ج هـ: - د.
(٥) الأسارى ب ج هـ: الأسرار أ: - د.
(٦) وكان معه أ ج هـ: + أهل ب: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>