للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأذعن لأمرك، وخضع لقوتك (١) أمواج البحار، ففجرت فيها بعد البحار الأنهار، وبعد الأنهار العيون الغزار والينابيع، ثم أخرجت منها الأشجار بالثمار (٢)، ثم جعلت على ظهرها الجبال أوتادا فأطاعتك أطوادها، فتبارك اللهم صفاتك، ومن يبلغ صفة قدرتك ومن ينعت بنعتك، ومن بعد تنزل الغيث (٣)، وتنشئ السحاب، وتفك الرقاب، وتقضي الحق وأنت خير الفاصلين لا إله إلا أنت وإنما يخشى الله من عباده العلماء (٤)، وأشهد أنك لست بإله استحدثناك (٥)، وأشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت جل ثناؤك ولا رب لنا سواك نذكره، ولا كان لك شركاء يقضون معك فندعوهم وندعك، ولا أعانك أحد على خلقك فنشك فيك أشهد أنك أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له (٦) كفوا أحد ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا، اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، فلما أتم (٧) دعاءه رفعه الله إليه، ولما ماتت أمه مريم، ، دفنت بالكنيسة المعروفة بالجيسمانية (٨) خارج باب الأسباط في ذيل جبل طور زيتا، وهو مكان مشهور يقصده الناس للزيارة من المسلمين والنصارى، واستمر (٩) بيت المقدس عامرا بعد رفع المسيح أربعين سنة، فيكون لبثه على عمارة بيت المقدس (١٠) الثانية التي عمرها كورش سبعمائة وإحدى وعشرين سنة (١١).

ذكر خراب بيت المقدس الخراب الثاني وهلاك اليهود (١٢) وزوال دولتهم زوالا لا رجوع بعده

لما جرى ما تقدم شرحه من رفع المسيح إلى السماء استمرت بيت المقدس بعده عامرا بعده أربعين سنة، وتولى على بني إسرائيل جماعة من الملوك واحدا بعد


(١) وخضع لقوتك ب د هـ: وخضع لقولك أ ج.
(٢) بالثمار أ ب ج د: الثمار هـ.
(٣) ومن بعد تنزل الغيث أ ج د هـ: - ب.
(٤) إنما يخشى الله من عباده أ: إنما يخشاك من عبادك العلماء ب ج د هـ.
(٥) وأشهد أنك لست بإله استحدثناك ب ج د هـ: - أ وأشهد أنك … ثناؤك أ ج د هـ: - ب أنت الله … جل ثناؤك أ: - ب ج د هـ.
(٦) ولم يكن له أ د هـ: ولم يكن لك ب ج ولم يتخذ أهـ: ولم تتخذ ب ج د.
(٧) أتم ب: تم أ ج د هـ.
(٨) ينظر: السيوطي، إتحاف ٢/ ١٨.
(٩) استمر بيت المقدس ب ج: استمرت بيت المقدس أ د هـ عامرا بعد رفع المسيح أهـ: عامرا بعد رفع عيسى ب: عامرة بعد رفع عيسى ج: عامرة بعد رفع سيدنا عيسى د.
(١٠) عمارة بيت المقدس الثانية أهـ: عمارته الثانية ب ج د.
(١١) سنة أ ج د هـ: + والله أعلم ب.
(١٢) ينظر: الطبري، تاريخ ١/ ٦٠٦؛ المسعودي ١/ ٣١٢ - ٣١٣؛ ابن الأثير، الكامل ١/ ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>