للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ المسلمون بعكا مركبا للفرنج مقلعا إلى صور فيه ثلاثون رجلا وامرأة واحدة ورزمة من الحرير فغنموه وتباشروا، واشتد أزرهم بذلك.

وصول ملك الألمان (١)

ورد الخبر بوصول ملك الألمان إلى قسطنطينية في عدد كثير على قصد العبور إلى بلاد الإسلام وأنه في ثلاثمائة ألف مقاتل، وقد قطع الروم إلى جهة الشام. فانزعج المسلمون لذلك، وندب السلطان الرسل إلى جميع البلاد يستنفروا (٢) للجهاد، فوصل الملك العادل سيف الدين من مصر في نصف شوال في جيش عظيم، فحصل به السرور وقوى المسلمون ونزل في مخيمه. وأرسل السلطان إلى رجال دمشق والبلاد، فحضروا وشرع المسلمون في كل حين (٣) يعالجون الفرنج ولهم معهم في كل ليلة كبسة.

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي القعدة وصل الأسطول من مصر وعدته خمسون شونة (٤)، فإن السلطان لما وصل إلى عكا كتب إلى مصر بتجهيز وتكثير رجاله وعدده، فصادف مراكب الفرنج في البحر، فأول ما ظفر الأسطول بشونة للفرنج فقتل مقاتليه، ووقعت بينهم وقعة كبرى، وتفرقت سفن الفرنج (٥)، وسارت البشائر للمسلمين بوصول الأسطول.

ولما اشتد البرد وكثرت الأمطار واستظهر البلد رجال الأسطول، وكانوا زهاء عشرة آلاف بحري، فامتلأ البلد وشرعوا يتلصصون على الكفار، وكبسوا ليلة سوق الخمارات، وسبوا عدة من النساء الحسان، فكان في ذلك نكاية عظيمة للكفار وأمكن الله المسلمين من الكفار، وشرعوا في نهبهم وأسرهم في كل وقت.

ذكر نساء الفرنج (٦)

ثم وصلت مركب فيها ثلاثمائة امرأة فرنجية من النساء الحسان اجتمعن من الجزائر لإسعاف العزبان وسبلن أنفسهن وفروجهن للعزبان ورأين أن هذه قربة ما ثم


(١) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ٢٠٧؛ ابن شداد ٩٤؛ أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٥٠؛ ابن كثير، البداية ١٢/ ٣٣٤.
(٢) البلاد يستنفروا أ: الأمصار يستنفر ب د هـ: - ج.
(٣) في كل حين أ د: في كل يوم ب هـ: - ج.
(٤) الشونة: هي سفينة ضخمة مزودة بالأبراج والقلاع وتحمل الواحدة منها ١٥٠ رجلا، وتستعمل هذه السفن في حالات الهجوم والدفاع، ينظر: غنيم ١٣٣.
(٥) سفن الفرنج وسارت أ د هـ: سفن الإفرنج وصارت ب: - ج.
(٦) ينظر: أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٤٩؛ ابن كثير، البداية ١٢/ ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>