للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر فقهاء الحنابلة من القضاة والعلماء وطلبة العلم الشريف]

قد تقدم عند ذكر الفتح الصلاحي أنه لما خطب القاضي محيى الدين بن الزكي (١) أول جمعة بعد الفتح وقضيت الصلاة انتشر الناس وكان قد نصب سرير الوعظ تجاه القبلة، فجلس عليه الشيخ زين الدين بن نجية وعقد مجلسا للوعظ.

وهو الشيخ الإمام الفقيه الواعظ، المفسر زين الدين أبو الحسن علي بن رضي الدين أبي الطاهر إبراهيم بن نجا بن غانم الأنصاري الدمشقي، المعروف بابن نجية (٢) الحنبلي (٣)، نزيل مصر، سبط الشيخ أبي الفرج الشيرازي الحنبلي، الذي نشر مذهب الإمام أحمد، ، بالقدس الشريف وما حوله، وتقدم ذكره، فيمن كان ببيت المقدس قبل استيلاء، الإفرنج عليه، ولد الشيخ زين الدين بن نجية بدمشق سنة ثمان وقيل عشر وخمسمائة، وكان من أهل العلم وأعيان الناس وله رأي صائب، وكان الملك صلاح الدين يسميه عمرو بن العاص، ويعمل برأيه ويكاتبه ويحضر مجلسه، وله جاه عظيم وحرمة زائدة حضر فتح بيت المقدس مع الملك صلاح الدين، وجلس للوعظ عقب صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى، كما تقدم، وكان مجلسا حافلا حصل به الأنس والبهجة والخشوع، وتوفي في شهر رمضان في سابعه، وقيل ثامن منه سنة ٥٩٩ هـ بالقاهرة، ودفن من الغد بسفح الجبل (٤) المقطم.

الفقيه المحدث تقي الدين أبو عبد الله يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور ابن رافع (٥) بن حسن بن جعفر المقدسي، ثم النابلسي الحنبلي (٦)، ولد سنة ٥٨٦ هـ تقديرا بالقدس الشريف، وسمع بدمشق من جماعة، وتفقه وولي الإمامة بالجامع الغربي بنابلس (٧)، وحدث، وهو ابن عم الحافظ عبد الغني المقدسي (٨)


(١) الزكي أ ج د هـ: الزنكي ب.
(٢) نجية أ ج د هـ: نجا ب.
(٣) ينظر: أبو شامة، الذيل ٣٤؛ الذهبي، العبر ٣/ ١٢٦؛ ابن كثير، البداية ١٣/ ٣٩؛ ابن تغري بردي، النجوم ٦/ ١٦٤.
(٤) الجبل أ ج د هـ: - ب المقطم أ ب د هـ: - ج.
(٥) رافع أ ب ج هـ: شافع د.
(٦) ينظر: الذهبي، سير ٢٣/ ٧٤/ ابن العماد ٥/ ٢٠٢.
(٧) بنابلس ب ج د هـ: - أ.
(٨) ينظر: أبو شامة، الذيل ٤٦؛ الذهبي، سير ٢١/ ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>