للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماء، فتعبوا في إخراجه. فلما خرج بقي مريضا، ثم هلك، لعنه الله، وخلفه ولده (١)، فقيل: إنهم سلقوا ذلك الهالك (٢) في قدر حتى تخلص عظمه وانهرى لحمه وجمعوا عظامه في كيس ليدفن في كنيسة قمامة بالقدس حسبما أوصى به

ووصل الخبر للسلطان بهلاك الكافر وأن ولده خلفه وهو واصل في جمع كبير. فعزم السلطان على استقباله وصده، ثم تثبت وأرسل العساكر إلى البلاد التي هي في طريق هذا الكافر القادم، ووقع المرض في الفرنج، وأمر السلطان بهدم سور طبرية وهدم يافا وأرسوف وقيسارية وهدم صور (٣) وصيدا وجبيل، ونقل أهلها إلى بيروت.

وأما ولد ملك الألمان فمرض أياما في بلد الأرمن (٤) وهلك أصحابه من الجوع ووقع الموت بخيلهم، ثم ساروا من بلاد الأرمن فحصل (٥) له ولعسكره شدة عظيمة.

الوقعة العادلية (٦)

كان الفرنج لما صح عندهم وصول ملك الألمان إلى البلاد في جمع كبير قالوا: إذا جاء صار الأمر له ولا يبقى لنا كلام معه، فنحن نهجم على المسلمين ونظفر بهم قبل قدومه فخرجوا ظهر يوم الأربعاء لعشرين من جمادى الآخرة في جمع كبير، وقصدوا مخيم الملك العادل.

فوقف الملك العادل ومن معه من الأمراء وحمل معه العسكر الحاضر قبل أن يتصل (٧) به بقية العسكر، فكسر الفرنج كسرة فاحشة، وركبت العادلية أكتافهم وحكموا فيهم السيوف.

وكان السلطان قد ركب، وسير جماعة (٨) من المماليك، ووصل السلطان وشاهد ما سره، وقتل من الفرنج زهاء عشرة آلاف، ولم يبلغ من استشهد من


(١) هو فردريك بن فردريك بربروسة، ينظر: رنسيمان ٣/ ٤١.
(٢) ذلك الهالك أهـ: سلقوه ب ج د.
(٣) صور ب: سور أ ج د هـ.
(٤) بلد الأرمن أ: بلاد الأرمن ب ج د هـ.
(٥) فحصل أ: وحصل ب ج د هـ.
(٦) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ٢٠٨؛ ابن شداد ١٠٧ - ١١٠؛ أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٥٨؛ ابن كثير، البداية ١٢/ ٣٣٦؛ المقريزي، السلوك ١/ ٢١٨.
(٧) قبل أن يتصل أ ج د: قبل أن تتصل ب: قبل أن يصل هـ العسكر أ: العساكر ب ج د هـ.
(٨) وسير جماعة أ ج د هـ: وسار مع جماعة ب وصل السلطان أ ج د هـ: فوصل ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>