للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخذوها وأسروا من فيها.

كبسة الفرنج على عسكر مصر الواصل (١)

كان السلطان يستحث عسكر مصر بكتبه ورسله ويدعوه نجدة لأهل القدس فضرب خيامه على بلبيس مدة حتى اجتمعوا وانضم إليهم التجار فاغتروا بكثرتهم والعدو منتظر قدومهم. وجاء الخبر للسلطان يوم الاثنين تاسع جمادى الآخرة أن ملك الإنكثير ركب في جمع كبير وسار عصر يوم الأحد. فجرد السلطان أميرا وجماعة لتلقي الواصل وأمرهم بأن يأخذوا بالناس في طريق البرية، فعبروا على ماء الحسي قبل وصول العدو إليه.

وكان مقدم العسكر المصري فلك الدين أخو العادل فلم يسأل عن المنزلة وقصد الطريق الأقرب وترك الجمال (٢) على طريق أخرى ونزل على ماء يعرف بالخويلفة (٣)، ونادى تلك الليلة أنه لا رحيل إلى الصباح وناموا مطمئنين، فصبحهم العدو عند انشقاق الصبح في الغلس. فلما بغتهم ركب كل منهم على وجهه، وفيهم من ركب بغير عدة وانهزموا وتركوا العدو وراءهم. فوقع العدو في أمتعتهم وما معهم (٤)، وتفرق العسكر في البرية فمنهم من رجع إلى مصر ومنهم من توجه على طريق الكرك، فأخذ الكفار من الجمال والأحمال ما لا يعد ولا يحصى، وكان نكبة عظيمة (٥). ووصل الجند مسلوبين منكوبين فسلاهم السلطان ووعدهم بكل جميل.

واشتغل الكفار بالمال عن القتل والقتال

رحيل ملك الإنكثير صوب عكا مضمرا (٦) أنه على قصد بيروت (٧)

لما تعذر على الفرنج قصد بيت المقدس (٨) ورأوا أن بيروت تنزع (٩) منهم، وقطع عليهم طريق البحر، فقالوا: هذا البلد أخذه هين، وإذا قصدناه جاء السلطان وعسكره إلينا وخلا القدس، فنبادر إليه من يافا وعسقلان ونملكه.


(١) ينظر: ابن شداد ١٩٧ - ١٩٨؛ أبو شامة، الروضتين ٢/ ١٩٧.
(٢) الجمال أهـ: الأحمال ب: - ج د.
(٣) الخويلفة: موضع بنواحي فلسطين، ينظر: البغدادي، مراصد ١/ ٣٩٢.
(٤) وما معهم أهـ: - ب ج د.
(٥) عظيمة ب: - أ ج د هـ.
(٦) مضمرا أهـ: مظهرا ب: - ج د.
(٧) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ٢٢١؛ ابن شداد ٢٠٨.
(٨) بيت المقدس أ ج هـ: القدس ب د.
(٩) تنزع أهـ: فزع ب: - ج د.

<<  <  ج: ص:  >  >>