للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينهم في تحرير هذه الحادثة، وكتبوا محضرا واحدا، ملخصه ما كتب في المحضر الأول من قبل جماعة نائب القدس ونهب خيولهم، غير أنه زيد فيه أن الجمالي يوسف كاشف الرملة، لما خرج من الرملة ووصل إلى آخر معاملتها، وجد ثلاث أنفار من العشير العوام (١) فطاردهم إلى أرض عمورية (٢) من عمل غزة المحروسة، وقتل منهم فرسين، ثم طردوه إلى أن وصل إلى معاملة الرملة (٣) عند قرية خلدا وقرية تل الجزر، وحصل من القتل والنهب كما تقدم شرحه، وكتب شيخ الإسلام وقضاة غزة والقدس والرملة خطوطهم بالمحضر المذكور، وجهز للأبواب الشريفة وقرينه (٤) مكاتبة شيخ الإسلام، واستمر الخاصكي بغزة لانتظار الجواب، وعاد شيخ الإسلام وقضاة القدس الشريف إلى أوطانهم، وكان سفرهم من غزة في ليلة الاثنين خامس ذي القعدة، وانتهى الحال إلى أن السلطان عزل نائب غزة ونائب القدس معا.

ومضت سنة ٩٠٠ هـ، وكانت سنة شديدة، كثيرة الفتن والحروب، والخلف بين الحكام والعساكر (٥) في جميع مملكة الإسلام بالديار المصرية، والمملكة الشامية، والأرض المقدسة، والله لطيف بعباده.

وقد انتهى ذكر الحوادث الواقعة بالقدس الشريف، وبلد سيدنا الخليل، ، إلى آخر سنة ٩٠٠ هـ من الهجرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وال سلام.

[فلنذكر ترجمة شيخنا الكمالي بن أبي شريف كما تقدم الوعد به]

فأقول وبالله أستعين هو شيخ الإسلام ملك العلماء الأعلام حافظ العصر والزمان، وبركة الأمة وعلاّمة الأئمة، كمال الدين أبو المعالي محمد بن الأمير ناصر الدين محمد بن أبو بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي الشافعي (٦)، شيخنا الإمام الحبر الهمام، العالم العلامة، الرحلة القدوة، المجتهد العمدة، سبط قاضي القضاة شهاب الدين أبي العباس أحمد العمري المالكي المشهور بابن


(١) العوام أ ب هـ: العوامة د: - ج.
(٢) عمورية: قرية فلسطينية تقع ضمن دائرة منطقة يافا، وبالقرب من الرملة، وهناك قرية عمورية إلى الجنوب الغربي من نابلس، ينظر: الدباغ ٧/ ٥٦٣؛ خمار ١٧٣.
(٣) الرملة أ ب: - ج د هـ.
(٤) وقرينه أهـ: - ب ج د.
(٥) والعساكر أهـ: العسكر ب د: - ج مملكة الإسلام ب د: المملكة أهـ: - ج.
(٦) ينظر: الغزي ١/ ١١؛ ابن العماد ٨/ ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>