للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكمالي إلى القاهرة ليقيم فيها (١).

بقي عبد الرحمن في القدس وتخلل ذلك مرافقة شيخه الكمالي في رحلة إلى القاهرة في رمضان سنة (٨٧٥ هـ/ ١٤٧٠ م)، ويبدو أن هذه الرحلة لم تأخذ الصفة العلمية، لأن شيخه الكمالي كان على رأس وفد لمقابلة السلطان الأشرف قايتباي حيث حضر العليمي هذه المقابلة، وسجل أحداثها في كتابه (٢).

وبعد عودته من هذه الزيارة استمر العليمي في الإقامة بالقدس ولم يغادرها.

وفي سنة (٨٨٠ هـ/ ١٤٧٥ م) انتقل إلى القاهرة، وليست واضحة طبيعة المهمة التي أخذها على عاتقه، فهل كانت الرحلة للاستزادة من العلوم أم أنها مهمات سياسية مرتبطة بالوضع السياسي في القدس، حيث يشير بعض الباحثين إلى إمكانية توكله بمهمات سرية لا ندري طبيعتها (٣). وقد أقام مجير الدين في مصر قريبا من عشر سنوات (٤)، وغادرها في سنة (٨٨٩ هـ/ ١٤٨٤ م)، وعن عودته إلى بيت المقدس يقول: «وفي العشرين من شهر رجب، دخلت عين العروب إلى القدس الشريف … وزينت المدينة ثلاثة أيام» (٥).

وفي سنة (٩٠٩ هـ/ ١٥٠٤ م)، أدى فريضة الحج وأقام بمكة نحو شهر ملازما للتلاوة والعبادة (٦).

[٥: ١] وظائفه:

وبعد عودته من مصر ولّي قضاء الرملة سنة (٨٨٩ هـ/ ١٤٨٤ م)، وسافر إليها وأقام بها سنتين، ثم توسع عمل عبد الرحمن، وأصبح قاضيا في أربع مدن هي:

القدس والخليل والرملة ونابلس، ثم ترك قضاء نابلس باختياره بعد سنتين واستمر على الباقي (٧).

وقد أشار ابن فهد (٨) أن العليمي استمر في القضاء «إلى الدولة العثمانية في


(١) ينظر: العليمي ٤١٥.
(٢) ينظر: العليمي ٣٢٨٦ - ٣٨٩، الأنصاري، مؤرخ ٥٩.
(٣) ينظر: الأنصاري، مؤرخ ٦٨.
(٤) الشطي ٧٣.
(٥) العليمي ٤٢٩.
(٦) ينظر: العامري ٢١٣.
(٧) ينظر: العامري ٢١٣؛ الأنصاري، مؤرخ ٨٤ - ٨٦.
(٨) محب الدين محمد بن عبد العزيز بن تقي الدين محمد بن فهد المعروف بابن فهد، المتوفى سنة (٩٥٤ هـ/ ١٥٤٧ م)؛ من مؤلفاته: بلوغ الأدب بمعرفة الأنبياء من العرب، بهجة الزمان بعمارة

<<  <  ج: ص:  >  >>