للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدمشقي، وعلي بن نصير البنا، وخليل بن عليان وغيرهم، وشهدوا عند القاضي الشافعي أن الكنيسة محدثة في دار الإسلام، فأشهد عليه القاضي مرة ثانية، أنه منع (١) اليهود من اتخاذها كنيسة، وكتب الجواب للسلطان بذلك، وتوجه القاصد من القدس الشريف بالجواب، كان ذلك في شهر ذي القعدة، وتأتي تتمة (٢) هذه الحادثة في السنة الآتية، إن شاء الله تعالى.

وفيها في الشهر المذكور (٣) وهو شهر ذي القعدة الحرام، توفي الشيخ زين الدين أبو البركات بن غانم شيخ الخانقاه الصلاحية، واستقر بعده في نصف مشيخة الخانقاه الصلاحية القاضي برهان الدين بن ثابت، وكيل المقام الشريف، وورد إلى القدس الشريف مرسوم السلطان، فحضر بالخانقاه الصلاحية، ناظر الحرمين ونائب السلطنة، والقاضي الشافعي والحنفي، وقرئ المرسوم الشريف بعد فراغ الحضور، مضمونه أن الصدقات الشريفة شملت القاضي برهان الدين بن ثابت باستقراره في نصف مشيخة الخانقاه ونظرها، عوضا عن أبي البركات بن غانم، وأنه استناب به عنه في المباشرة، شريكه الخطيب محب الدين بن جماعة، فتمكن من المباشرة مع مساعدته وشد عضده، وكان المتولي لقراءة المرسوم، العدل شمس الدين محمد بن عجور.

وفيها عمّر سوق الطباخين بالقدس الشريف، ببناء القناطر المعقودة على الحوانيت، فكان ابتداء العمارة من شهر رجب سنة ٨٧٨ هـ وكان قبل ذلك يقف على الحوانيت بالقواصر (٤) (٥)، ويحصل من ذلك مشقة في الشتاء من الوحل، وسقوط الماء من ظهر السقف، فعملت القنطرة وابتدائها من درج الحرافيش إلى قنطرة خان الجبيلي، فحصل الرفق للناس في ذلك في زمن الشتاء.

ثم دخلت سنة تسع وسبعين وثمانمائة

فيها ورد مرسوم السلطان على الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي، ناظر الحرمين، بتمكين اليهود من كنيستهم، وعدم معارضتهم على عادتهم، فمكنوا منها ودخلوا إليها لعنة الله عليهم، وحصل للمسلمين بذلك نكاية (٦)، فإن اليهود أظهروا


(١) أنه منع ب ج د هـ: اتمنع أ.
(٢) وتأتي تتمة … ذي القعدة الحرام ب ج د: - أهـ.
(٣) وفيها في الشهر المذكور … محمد بن عجور أ ب: - ج د هـ.
(٤) القواصر: وترسم قوسر وهي قياسر وقيسارات وأصلها يوناني، وتطلق على سوق مغلق بأروقة تحيط بصحن مكشوف، يشمل عدة من الدكاكين أو المشاغل أو المساكن، ينظر: غالب ٣٢٠.
(٥) بالقواصر ب ج د هـ: بالقواص أ.
(٦) في نكاية أ ب ج د: شكاية هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>