للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكامل، وطلب الفرنج رهينة، فبعث ابنه الملك الصالح (١) أيوب وعمره يومئذ خمس عشرة سنة إلى الفرنج، وحضر من الفرنج رهينة ملك عكا، وصاحب رومية الكبرى وغيرهما من الملوك، وكان ذلك في سابع رجب من سنة ثماني سنة.

وجلس الملك الكامل مجلسا عظيما ووقف بين يديه الملوك من إخوته وأهل بيته جميعهم وسلمت دمياط للمسلمين في ١٩ رجب (٢)، وهنأت الشعراء الملك الكامل بهذا الفتح العظيم.

ثم دخل الملك الكامل إلى دمياط بمن معه، وكان يوما مشهودا، ثم توجه إلى القاهرة وانصرف الملوك إلى بلادهم.

وفاة الخليفة الناصر الذي فتح القدس في أيامه (٣)

توفي الإمام الناصر لدين الله العباسي، المتقدم ذكره، في أول شوال سنة ٦٢٢ هـ (٤) وكانت خلافته نحو سبع وأربعين سنة، وعمي في آخر عمره، وكان عمره نحو ٧٠ سنة (٥).

ولما دخلت سنة ٦٢٤ (٦) هـ وقع تنافر بين الملك الكامل صاحب مصر وأخيه الملك المعظم عيسى صاحب دمشق لأمور بينهما، فكاتب الملك الكامل الإنبرطون ملك الفرنج في أن يقدم إلى عكا ليشغل سرا أخيه الملك المعظم عما هو فيه، ووعد الإنبرطون بأن يعطيه القدس. فسار الإنبرطون إلى عكا وبلغ الملك المعظم ذلك.

ثم توفي الملك المعظم عيسى في هذه السنة يوم الجمعة مستهل ذي الحجة


(١) الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل، ولد سنة ٦٠٣ هـ/ ١٢٠٦ م في القاهرة، وتوفي بها سنة ٦٤٧ هـ/ ١٢٤٩ م، وقد ولي السلطنة سنة ٦٣٧ هـ/ ١٢٣٩ م، ينظر: أبو شامة، الذيل ١٦٥؛ ابن واصل ٧/ ٢٥٧؛ أبو الفداء، المختصر ٣/ ١٣٩؛ الذهبي، العبر ٣/ ٢٥٧؛ ابن الوردي ٢/ ٢٦٣؛ ابن دقماق ٢/ ٣٦؛ المقريزي، السلوك ١/ ٤٠٢ - ٤٠٣؛ المقريزي، الخطط ٢/ ٣٣٦؛ ابن تغري بردي، النجوم ٦/ ٢٨٢؛ الزبيدي ٦٢؛ الغامدي ٢٩١.
(٢) ١٩ رجب أهـ: تاسع عشر رجب ب ج: - د وهنأت ب: وهنت أ ج هـ: - د.
(٣) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ٣٦٠ - ٣٦١؛ أبو شامة، الذيل ١٤٥؛ ابن الجزري ١٢١؛ اليافعي ٤/ ٥٠؛ ابن كثير، البداية ١٣/ ١٠٦؛ المقريزي، السلوك ١/ ٣٤٠؛ ابن تغري بردي، النجوم ٦/ ٢٣٠ - ٢٣٢؛ السيوطي، تاريخ ٥١٣؛ ابن العماد ٥/ ٩٧.
(٤) سنة ٦٢٢ أهـ: سنة اثنتين وعشرين وستمائة ب ج: - د.
(٥) ٧٠ سنة أهـ: سبعين سنة ب ج: - د.
(٦) سنة ٦٢٤ أهـ: سنة أربع وعشرين وستمائة ب ج: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>