بعد الاطلاع على كتب التراث الإسلامي، ومحاولة تحقيق ما يمكن منها، مهمة جليلة يطلع بها الباحثون والدارسون لهذا التراث، ومخطوط الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل من المخطوطات التي تبحث في فترة مهمة من فترات هاتين المدينيتن، في مقدمة المخطوطات التي تم الاهتمام بها، غير أن هذا الاهتمام جاء مبتورا، فقد طبع هذا المخطوط في فترة مبكرة عدة مرات وفي عدة بلدان، دون أن يلقى حقه من التحقيق والمراجعة.
وجاء اهتمام الباحث بهذا السفر العظيم، لأنه يؤرخ لفلسطين بشكل عام، وللقدس والخليل بشكل خاص، وحسب اطلاع الباحث فقد كان هذا المخطوط هو الأول من نوعه الذي يحمل هذا العنوان، رابطا أقدس مدينتين في العالمين العربي والإسلامي معا بعد مكة المشرفة والمدينة المنورة، وكأن مجير الدين الحنبلي يستقرئ التاريخ لما نلاحظه من ربط ديني وتاريخي وسياسي في الوقت الراهن، إذ تشكل هاتان المدينتان الأساس الموضوعي لنسف ما يسمى بعملية السلام التي لم يؤمن بها اليهود على الإطلاق.
وقد واجه الباحث في عمله صعوبات عدة، ومنها جمع مخطوطاته المنتشرة في أرجاء العالم، وقد تمكن من جمع بعضها التي يطمح من خلالها إبراز هذا المخطوط بشكل يليق بمكانته العلمية والتاريخية.
والصعوبة الثانية تأتي من مركز إحياء التراث الإسلامي في القدس الذي توجه إليه الباحث طلبا للمساعدة، غير أنه واجه رفضا متواصلا منه، ولم يتمكن من تصوير المخطوطات التي عنده، والتي هي جزء من التراث الإسلامي العام، ليطلع عليه الباحثون، وهو أول أهداف إقامة ذلك المركز، الذي حرم من هذه الرسالة العظيمة.
وصعوبة ثالثة هي مشكلة الطباعة، إذ أن هذا النمط من الرسائل غير معتاد عليه وبخاصة وجود هامشين ورموز.