للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البناء بمال بذل له ولغيره (١) في ذلك، وحصل الوهن في الإسلام بذلك فمنّ الله بزوالها كما سنذكره في السنة التالية إن شاء الله تعالى.

ذكر تجديد البيعة للسلطان (٢) (٣)

وفيها غضب السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي من مماليكه، فقصد خلع نفسه من الملك والخروج من الديار المصرية، وكان ذلك في يوم السبت رابع شهر ربيع الآخرة بحضرة أمير المؤمنين المتوكل على الله أبي العز عبد العزيز بن يعقوب (٤) أعز الله به الدين، وقضاة القضاة الأربعة وهم: شيخ الإسلام زين الدين أبو محمد زكريا الأنصاري الشافعي، وشيخ الإسلام ناصر الدين محمد الأخميمي الحنفي، وشيخ الإسلام محيى الدين عبد القادر بن تقي الدين المالكي، وشيخ الإسلام بدر الدين محمد السعدي الحنبلي، وغيرهم من الأمراء وأركان الدولة فوقع منه بحضرتهم ما يؤذن بخلعه بأن قام وخلع سلاريه (٥) عنه، ورمى (٦) به بعد أن تبرأ (٧) من السلطنة، وتنحى عن المرتبة وقال مخاطبا لعسكره: ها أنتم وها الخليفة الذي بيده ولاية السلطنة، وهؤلاء الأمراء ففيهم من هو أهل للسلطنة فاختاروا من شئتم، وأنا أتوجه من هنا إلى مكة في جماعة قليلة ولا أعارضكم في سلطنتكم، وكلمات أخرى نحوا من هذا، فجزع الناس لذلك، ثم استعطف خاطره واسترضى (٨) وجددت له البيعة بالسلطنة، وكان يوما مشهودا.

وفيها حضر إلى القدس الشريف القاضي شمس الدين محمد بن مازن (٩) المالكي، وبيده التوقيع الشريف بولاية القضاء، وكان قدومه في يوم الأربعاء ثامن ربيع الأول (١٠).


(١) ولغيره أ ب: وغيره د: - ج هـ.
(٢) ينظر: ابن إياس ٣/ ٢٦١.
(٣) ذكر تجديد البيعة للسلطان أ ب ج د: - هـ.
(٤) بن يعقوب ب: - أ ج د هـ.
(٥) سلاري: قباء وهو نوع من الملابس منسوبة لأمير يقال له سلار، وأصبح فيما بعد رمزا للسلطة، ينظر: ماير ٢٧، ٢٨.
(٦) ورمى ب ج هـ: - أ د.
(٧) تبرأ ب: بترم ب ج هـ: - د بيده ب ج د هـ: بها أ.
(٨) استرضى ب ج د: استرضا أ: استوطن خاطره هـ.
(٩) مازن ب ج هـ: زمان أ: - د.
(١٠) الأول أ: الآخر ب ج د هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>