للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها قصد أمير عربان جرم وهو أبو العويسر أن يجدد مظلمة على الفلاحين بجبل نابلس والقدس الشريف ويأخذ منهم مالا، وكان أبو العويسر (١) صغيرا دون البلوغ وكان صاحبه هو المدبر لأمره، فقام في ذلك شيخ الإسلام نجم الدين بن جماعة شيخ المدرسة الصلاحية، ومنعه من ذلك، وجلس بالمسجد الأقصى عند الشباك المطل على عين سلوان، وجلس معه شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف والقضاة والمشايخ، وكتبوا محضرا ووضعوا خطوطهم به، أن ذلك لم تجر به عادة قبل اليوم، وجهز المحضر إلى الأمير أقبردي (٢) الكبير دوادار المقام الشريف وهو بمخيمه بالرملة، ولم يمكن أمير جرم من أخذ شيء من الفلاحين، وسطرت هذه المثوبة في صحائف شيخ الإسلام النجمي ابن جماعة.

وفيها ورد مرسوم شريف في شهر شعبان على يد قاصد من باب الأمير أزبك (٣) أمير كبير يتضمن أن رهبان دير صهيون أنهوا أن من حقوق ديرهم جميع القبو المجاور له، وكان مدفنا لموتاهم وأن جماعة من المسلمين زعموا أنه به قبر داود وبنوا به محرابا للقبلة وليس الأمر كذلك، وأن العلماء أفتوا أنه من استحقاق النصارى ولا يجوز أن يكون مسجدا لكونه مقبرة، وبرز الأمر بتحرير ذلك وتسلم القبو للنصارى، ومنع من يعارضهم، وعقد مجلس بدار النيابة حضره القضاة، وقصد بعض الناس إعانة النصارى على انتزاعه من المسلمين، فعز ذلك على أهل الإسلام (٤) لكونه بأيديهم، وفيه قبلة إلى الكعبة المشرفة، فخذل الله النصارى، وانصرف المجلس من غير شيء، وسنذكر تتمة هذه الحادثة في السنة الآتية، إن شاء الله تعالى.

وفيها (٥) ورد مرسوم شريف على دقماق نائب القدس الشريف بطلب المباشرين إلى الأبواب الشريفة والحفظ (٦) عليهم، بسبب تقصيره في سماط سيدنا الخليل، ، ومن جملة ألفاظ المرسوم يا ملعون أنت ما أنت مسلم، وقرئ المرسوم في مجلس حافل بحضرة (٧) الخاص والعام بدار النيابة في يوم


(١) أبو العويسر أ: أبو العوسر ب ج د: - هـ صاحبه أ: حاجبه ب ج د هـ.
(٢) أقبردي ب ج د هـ: - أ دوادار ب ج هـ: الدوادار أ: - د المقام أ ب هـ: - ج د.
(٣) الأمير أزبك: توفي سنة ٨٩٥ هـ/ ١٤٨٩ م، ينظر: السخاوي، الضوء ٢/ ٢٧٠.
(٤) أهل الإسلام أ ب ج د: المسلمين هـ.
(٥) وفيها ب ج د هـ: - أ.
(٦) والحفظ ج د هـ: الحط أ ب.
(٧) بحضرة الخاص والعام … ابن الشيخ خليفة على عادته أ ب: - ج د هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>