للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريف والخليل، ، ودفن بماملا، وفي يوم الخميس سابع جمادى الأولى، وصل الخطيب محب الدين بن جماعة، ودخل هو وأخيه شيخ الإسلام النجمي (١) وعلى كل منهما خلعة السلطان بولاية ما تقدم ذكره من مشيخة الصلاحية، ودخلا إلى المسجد الأقصى الشريف والناس معهما، وجلسا في المحراب، وقرئ توقيع كل منهما وهما جالسان، وكان القارئ لهما شمس الدين بن عجور، وهذا خلاف المصطلح المعروف، فإن العادة جرت بتأخير قراءة التوقيع إلى بعد صلاة الجمعة، واستقر القاضي خير الدين بن عمران في قضاء الحنفية بالقدس الشريف والرملة، بحكم وفاة القاضي جمال الدين الديري، وكتب توقيعه في خامس عشر جمادى الأولى، وورد عليه التوقيع والتشريف، فلبس من المسجد الأقصى الشريف في صبيحة يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الآخرة، ومشى الناس في خدمته إلى منزله بباب الحديد، وقرئ توقيعه في يوم الجمعة.

واقعة بلد سيدنا الخليل (٢)

وفيها وقعت حادثة بمدينة سيدنا الخليل وهي فتنة جرت بين طائفة الدارية (٣)، وطائفة الأكراد (٤) فحصل بينهما تشاجر وانتشر الكلام بينهما، فقتل من الفريقين ثمانية عشر نفرا، واستنفر كل من الطائفتين من ينتصر (٥) لها من العشير، فدخلوا إلى المدينة ونهبوا ما فيها عن آخره إلا القليل منها، وخربت أماكن واجتمع أهل البلد من الأكراد وأدخلوا أولادهم ونسائهم إلى المسجد الشريف، وأغلقوا الأبواب، ودخل جماعة الدارية إلى القلعة وتحصنوا بها، وكانت حادثة فاحشة لم يسمع بمثلها أحد (٦) في هذه الأزمنة، ورفع الأمر للسلطان، فسير الأمير على باي الخاصكي للكشف عن ذلك وتحريره، فحضر إلى القدس الشريف في يوم الثلاثاء من عشر جمادى الآخرة، ونزل بدار طوغان برأس (٧) درج المولة، وكان ظالما غشوما جبارا عنيدا لا يقرأ ولا يحسن الكلام بالعربي، فوقع له أنه صلى الصبح بقبة


(١) النجمي ب ج د هـ: - أ.
(٢) واقعة بلد سيدنا الخليل أ ب ج هـ: - د.
(٣) طائفة تعود في نسبها إلى تميم الداري الصحابي الجليل، ينظر: تميم الداري ٥/ ٤٨٢.
(٤) لهم حارة باسمهم، وهي مرتفعة على سفح الجبل في الخليل، ينظر: العمري، التعريف ٥٨؛ الدباغ ٩/ ١٠٢.
(٥) ينتصر ب ج د هـ: - ى.
(٦) أحد ب ج د هـ: - أ.
(٧) برأس ب ج د هـ: برس أ غشوما أ: عسوفا ب: عبوسا ج د هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>