للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصخرة في يوم كثير المطر، فرأى الشيخ زين الدين عبد القادر بن قطلوشاه المغربي (١) يمشي على صحن الصخرة بالقبقاب، فأخذه وتوجه به إلى منزله وضربه ضربا مبرحا، ورسم عليه ولم يفلته إلا بمشقة بمساعدة ناظر الحرمين ابن النشاشيبي، والقاضي الشافعي شهاب الدين بن عبية (٢) والقاضي خير الدين الحنفي بن عمران، والقاضي الحنبلي كمال الدين النابلسي، وكان القاضي نور الدين البدرشي المالكي قد توفي إلى رحمة الله تعالى فتوجهوا إلى بلد سيدنا الخليل، ، وجلسوا ومعهم أكابر بلد سيدنا الخليل، وكتبوا محضرا (٣) بما وقع في النهب والقتل، والسبب في ذلك، ثم قبض الخاصكي على أكابر بلد سيدنا الخليل من القضاة والمشايخ وطلب منهم اثنى عشر ألف دينار، وتوجه وهم معه معتقلا عليهم إلى أن وصل إلى مدينة غزة، فقتله (٤) يشبك العلائي نائب غزة بمرسوم شريف (٥) ورد عليه من السلطان خفية، وأشاع أنه دخل إلى الاصطبل ليأخذ فرسا طلبها النائب، فوقع عليه حائط فمات، وكان يوم موته (٦) في الأربعاء حادي عشر رجب، وثارت فتنة بسببه في القاهرة من المماليك الجلبان، واعتذر لهم السلطان، وأنكر أن يكون أمر نائب غزة بقتله، وحلف على ذلك.

ومما وقع أنه لما ضرب زين الدين عبد القادر بن قلطو شاه كما تقدم، وكان من أهل القرآن، وضرب بغير حق، فكان يتضرع إلى الله ويدعو عليه، فبينما هو ذات ليلة نائم في فراشه، وإلى جانبه زوجته، وهي ابنة عمه، إذ سمعته وهو نائم (٧) يتكلم ويقول: اللهم خلص حقي عاجلا فإني لا أصبر للآخرة، لا أصبر للآخرة، كررها ثلاثا، ثم استيقظ من نومه فأخبرته زوجته بما سمعته منه، فصدقها على أنه تكلم بذلك في رؤيا رآها. ففي صبيحة تلك الليلة ورد الخبر إلى القدس بهلاكه بغزة، فسبحان قاسم الجبابرة، ثم توجه أهل الخليل إلى حضرة السلطان فلم يحصل لهم إلا الخير ببركة سيدنا الخليل، ، وعادوا إلى أوطانهم وتراجع أمر مدينة الخليل إلى العمارة، وصلح حالها، ولله الحمد.


(١) المغربي أ د: المقري ب ج هـ.
(٢) والقاضي الشافعي شهاب الدين بن عبية … البدرشي المالكي أ ب ج: - د هـ.
(٣) محضرا أ د هـ: مخطر ب ج في أ: من ب ج د: - هـ.
(٤) فقتله ب ج د: فقابله أهـ.
(٥) شريف ب: - أ ج د هـ.
(٦) وكان يوم موته … وحلف على ذلك أ ب ج: - د هـ.
(٧) وهو نائم ب ج د هـ: - أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>