للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناصر الدين بن النشاشيبي باستمراره في النظر على عادته، وكل ذلك في مدة متقاربة في أوائل سنة ٨٧٨ هـ، وكان القاضي غرس الدين خليل الكناني، الذي كان شيخ الصلاحية وقاضي القدس، قد شكى القاضي شهاب الدين بن عبية للسلطان بسبب ما وقع في حقه من النهب، وما تقدم شرحه في سنة ٨٧٥ هـ، وزعم أن غريمه القاضي شهاب الدين بن عبية وأنه هو الآمر بذلك وشهد له بذلك الشيخ جمال الدين بن غانم شيخ الحرم في حضرة السلطان في وجه القاضي شهاب الدين بن عبية، فرسم له السلطان بألف دينار، مائتا دينار على شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف، ومائتا دينار على القاضي شهاب الدين بن عبية، وعلى الخزائن الشريفة أربعمائة دينار، فقبض ما رسم له من القاضي شهاب الدين بن عبية، ولم يقبض من غيره شيء ثم وقع بعد ذلك ما تقدم من استمرار (١) القاضي الشافعي، وناظر الحرمين، وولاية شيخ الصلاحية وأخيه القاضي الحنفي، وأذن لهم في السفر، فدخل إلى القدس الشريف ناظر الحرمين الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي، والقاضي شهاب الدين بن عبية الشافعي، وعلى كل منهما خلعة السلطان، وكذلك الأمير جقمق نائب السلطنة ألبس خلعة الاستمرار، ووردت عليه من القاهرة ودخل الثلاثة إلى القدس الشريف في يوم الاثنين ثاني (٢) عشر ربيع الأول، وكان يوما حافلا، ثم دخل القاضي جمال الدين الديري الحنفي إلى القدس الشريف في يوم الخميس ثامن شهر ربيع الآخر، وهو لابس تشريف الولاية، وهو ضعيف متوعك، وكان حمل في محفة (٣) من الرملة إلى قصر ابن عمه الشيخ تاج الدين الديري عند خان الظاهر، ثم ألبس الخلعة، ودخل وهو في غاية الانزعاج، فأقام أربعة عشر يوما، وتوفي في يوم الأربعاء حادي عشر ربيع الآخر، ولم يقدر أنه حكم حكما ولا جلس للحكم، بعد مال كثير بذله في الولاية، وصلي عليه بالمسجد الأقصى الشريف، ودفن بماملا إلى جانب والده من جهة القبلة، وضبط موجوده، وكان من حضره قاضي القضاة المالكي نور الدين اليدرشي، ثم توفي بعده بعشرة أيام في ليلة السبت ثاني جمادى الأولى، ودفن بباب الرحمة، وتقدم ذكر ذلك مفصلا عند ذكر التراجم، وإنما ذكرت ذلك هنا لينتظم ذكر الحوادث الواقعة في زمن مولانا السلطان، وفي يوم الأربعاء سادس جمادى الأولى، توفي شمس الدين محمد بن قطيبا الأنصاري المشهور بالعجمي (٤)، أحد أعيان المباشرين بالقدس


(١) ما تقدم من استمرار … بباب الحديد وقرى توقيعه في يوم الجمعة أ ب ج: - د هـ.
(٢) ثاني أ د هـ: ثامن ج ب.
(٣) محفة ب ج د هـ: محبة أ.
(٤) شمس الدين محمد بن قطيبا (العجمي) أحد المباشرين في القدس، ينظر: الغزي ٢/ ١١؛ ابن العماد ٨/ ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>