للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع (١) الأمم، كما أرسلني ربي إليكم، فاذهبوا وادعوا الأمم باسم الأب والابن وروح القدس (٢)، وكان بين رفع المسيح ومولد النبي، ، خمسمائة وخمس وأربعون سنة تقريبا.

وعاش المسيح إلى أن رفع ثلاثا وثلاثين سنة، وبين رفعه والهجرة الشريفة خمسمائة وثمان وتسعون سنة، وقد مضى من الهجرة الشريفة إلى عصرنا تسعمائة سنة، فيكون الماضي (٣) من رفعه إلى آخر سنة تسعمائة من الهجرة الشريفة ألفا وأربعمائة وثمان وتسعين سنة.

ونزل عليه جبريل عشر مرات. وأمته النصارى على اختلافهم، وأما أمه مريم فإنها عاشت نحو ثلاث وخمسين سنة. لأنها حملت به لما صار لها من العمر ثلاثة عشر سنة، وعاشت معه مجتمعة ثلاثا وثلاثين سنة (٤)، وبقيت بعد رفعه ست سنين (٥)، والله أعلم. ويأتي ذكر قبرها فيما بعد إن شاء الله تعالى، وكان رفع عيسى (٦)، ، من طور زيتا - جبل شرقي بيت المقدس -.

وروي أنه دعا وقت رفعه الله (٧) تعالى بهذا الدعاء وهو دعاء مستجاب: [٤٠/ أ] اللهم أنت القريب في علوك المتعالي في دنوك، الرفيع على كل شيء من خلقك، الذي نفذ بصرك في خلقك، وحسرت الأبصار دون النظر إليك، وغشيت دونك، وسبح لك الفلق في النور، وأنت الذي جليت الظلم في النور فتباركت اللهم أنت خالق الخلق بقدرتك، مقدر الأمور بحكمتك، مبدع الخلق بعظمتك، القاضي في كل شيء بعلمك، الذي خلقت سبعا طباقا في الهواء بكلماتك، مستويات الطباق مذعنات لطاعتك، سماعين لعلو سلطانك، فأجبن وهن دخان من خوفك فأتين طائعين لأمورك فيهن الملائكة يسبحونك ويقدسونك، وجعلت فيهن نورا يجلو الظلام، وضياء أضوأ من الشمس، وجعلت فيهن مصابيحا يهتدي بها في ظلمات البر والبحر، ورجوما للشياطين، فتباركت اللهم في مفطور سماواتك. وفيما دحوت (٨) من الأرض ودحوتها على الماء، فأذلك لها الماء الطاهر فذل لطاعتك،


(١) جميع أهـ؛ - ب ج د ربي أ ب ج د: الله هـ.
(٢) ينظر: إنجيل متى، الإصحاح ٢٨، ص ٥٥.
(٣) فيكون الماضي … الهجرة الشريفة ب ج د هـ: - أ.
(٤) ثلاثين سنة أ: ثلاثة عشر سنة ب ج د هـ ثلاثين سنة أ ج د هـ: + ورفع ب.
(٥) ينظر: الثعلبي ٢٢٦.
(٦) رفع عيسى أهـ: رفع المسيح ب ج: رفع سيدنا عيسى د.
(٧) الله أ ج د هـ: - ب بهذا الدعاء ب ج د هـ: بهذه الدعوات أ.
(٨) وفيما دحوت أ ج هـ: وفيما دحيت ب د.

<<  <  ج: ص:  >  >>