للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الأمر ومن تكلم به، وتجهز (١) القاضي الشافعي، والشهود الذين شهدوا فيها إلى الأبواب الشريفة للنظر (٢) في ذلك، وأحضر كل من المرسومين على يد بشير الساعي، فعقد مجلس بالمجلس الأقصى على المصطبة الكائنة عند باب جامع المغاربة، وكان إذ ذاك عليها شجرة ميس فقلعت، ونبت مكانها الآن شجرة تين، وحضر بالمجلس ناظر الحرمين، ونائب السلطنة، وشيخ الصلاحية الشيخ نجم الدين ابن جماعة، والشيخ برهان الدين الأنصاري والقاضي الشافعي شهاب الدين بن عبية، والقاضي الحنفي شمس الدين الديري وجمع من الفقهاء والصوفية (٣)، وكنت حاضرا ذلك المجلس، فطلب جماعة من مشايخ الصوفية، منهم الشيخ موسى بن الصامت وغيره، وسئلوا عن هذا الكتاب المحكي لفظه في مرسوم السلطان، فأنكر كل منهم أنه كتب هذا الكتاب، وحلف بالله العظيم أنه لم يكن سمعه إلا من لفظة (٤) المرسوم الشريف، وكتب محضرا بإعادة الجواب على السلطان، وكان المسطر له القاضي كما الدين أبو البركات محمد بن الشيخ خليفة المالكي الذي ولى قضاء المالكية فيما بعد وكتب فيه أن العلماء والفقهاء حلفوا بالله العظيم أنهم لم يكونوا كتبوا ذلك، ولا علموا به، وكتب العلماء والقضاة خطوطهم على المحضر (٥)، وكل منهم يحلف بالله على ذلك، ومن جملة لفظ شيخ الصلاحية فيما كتبه، أنه «يقسم بالله الذي خلق الحب وبرأ النسمة، ما كتبت ذلك ولا علمت من كتبه»، ومن جملة ما كتبه القاضي الشافعي «ولو علمت بهذا القائل لعزرته تعزيرا ولأقعدت به من الدجالين خلقا كثيرا»، وجهز هذا المحضر إلى السلطان (٦) على يد قاصده بشير الساعي، فلم يرض السلطان بذلك، ورسم بطلب القاضي الشافعي إلى القاهرة وحضر هجان يطلبه بسبب ذلك ويطلب ناظر الحرمين، فتوجها من القدس الشريف في نهار الاثنين ثاني عشر جمادى الآخرة وكان الشيخ أبو العز ابن الحلاوي خال القاضي الشافعي بالقاهرة يتكلم في أمر (٧) الكنيسة، فإنه هو الذي أثار هذه الفتنة من أولها، فلما وصل ناظر الحرمين والقاضي الشافعي إلى منزل بير العبد (٨) قبل


(١) وتجهز ب: تجهيز ج هـ: - أ د الشافعي ب ج د هـ: - أ.
(٢) للنظر هـ: لنظر أ ب ج د.
(٣) الفقهاء والصوفية ب ج د هـ: - أ.
(٤) لفظة أ: ب ج د هـ.
(٥) على المحضر … خلق كثير أ ب ج: - هـ.
(٦) إلى السلطان أ ب ج د: - هـ قاصده أ: عبده ب: - ج د هـ.
(٧) أمر أ ب ج د: - هـ.
(٨) بير العبد: أحد محطات خط حديد فلسطين - مصر، ينظر: الدباغ ٧/ ٤٧٧

<<  <  ج: ص:  >  >>