كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ط دنديس

تابع: ما وقع ببيت المقدس من الحوادث والأخبار - ذكر الفتح الصالحي النجمي الذي يسره الله - ج: 2 - ص: 44

وخربوها وقتلوا الخليفة المستعصم بالله أبا أحمد عبد الله بن المستنصر بالله، وهو آخر خلفاء بغداد (١)، وبقتله انقرضت دولة بني العباس.

ثم (٢) في سنة ٦٥٩ هـ (٣)، قتل الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب دمشق وحلب في بلاد تبريز (٤) من ملك العجم، فإنه لما ورد عسكر التتر إلى جهة دمشق، خرج لقصده فأسر (٥) وجهز إلى هولاكو (٦) ملك التتر، فقتله هو ومن معه (٧)، وعقد عزاه في جامع دمشق في سابع جمادى الأولى سنة ٦٥٩ هـ (٨).

وقد انتهى ذكر ما وقع في بيت المقدس من الفتوحات على أيدي ملوك الإسلام، وما ذكرته (٩) من تواريخ لا تتعلق بالفتح فلا بد من شيء يتعلق بالحال ولا يخلو من فائدة لمن تأمله ولنرجع إلى ذكر ما يتعلق بالمسجد الأقصى، فأقول والله الموفق.

---

= القطر العراقي، ينظر: اليعقوبي، البلدان ٧؛ البغدادي، تاريخ ١/ ٤؛ الإدريسي ٢/ ٦٦٦؛ الحموي، معجم البلدان ١/ ٥٤١؛ الحموي، المشترك ٦٠؛ التطيلي ١٣١؛ الحميري ١٠٩؛ البغدادي، مراصد ١/ ٢٠٩؛ الدوري، بغداد ٤/ ٣؛ Duri، Baghdad I/ ٨٩٤.
(١) ابن حزم ٨١؛ المقريزي، السلوك ١/ ٤٠٩: ٢.
(٢) ثم أ ب هـ: و ج: - د.
(٣) ٦٥٩ هـ/ ١٢٦٠ م.
(٤) تبريز: مدينة حصينة ذات أسوار محكمة، وهي قصبة بلاد أذربيجان، بها الكثير من الأنهار والبساتين، وهي مشهورة بكثرة الزلازل، ينظر: الحموي، معجم البلدان ٢/ ١٥؛ القزويني ٣٣٩؛ الحميري ١٣٠؛ أبو الفدا، تقويم ٤٠٠؛ البغدادي، مراصد ١/ ٢٥٢؛ بعلبكي ١/ ٢٩٦؛ منورسكي، تبريز ٤/ ٥٣٦.
(٥) فأسر أ ب هـ: وأسر ج: - د.
(٦) هولاكو بن قولي قان بن جنكيز خان، ملك التتار، قاتل الخليفة العباسي المستعصم سنة ٦٥٦ هـ/ ١٢٥٨ م؛ مات سنة ٦٦٤ هـ/ ١٢٦٥ م، ينظر: الهمذاني ١٠٠؛ الذهبي، العبر ٣/ ٣١١؛ ابن الوردي ٢/ ٣١١؛ الكتبي ٤/ ٢٤٠؛ ابن تغري بردي، النجوم ٧/ ١٩٢؛ ابن العماد ٥/ ٣١٦؛ Barthold، HulagoIII/ ٥٦٩.
(٧) الذين معه هم أخوة الملك الظاهر غازي، الملك الصالح بن شيركوه، ينظر: أبو شامة، الذيل ٢١٢؛ ابن الوردي ٢/ ٣٠٤؛ المقريزي، السلوك ١/ ٤٣٤: ٢.
(٨) ٦٥٩ هـ/ ١٢٦٠ م.
(٩) وما ذكرته من تواريخ أهـ: وما ذكرته في ذلك ب ج: - د.